الأربعاء، 17 مارس 2010

عبد الرحمن حسب الله أول عضو فى جماعة الاخوان المسلمين

هذا الحديث أجراه الاستاذ صلاح عبد المقصود ونشر فى مجلة لواء الاسلام يوم 15 يونيه 1988 وكان الشيخ عبد ارحمن حسب الله - رحمه الله - مازال على قيد الحياة وسأحاول اعادة نشر الحديث على فترات لما فيه من الفائدة0000

دار الاخوان ومسجدهم
يقول الأخ عبد الرحمن حسب الله:
أذكر أنه فى احدى الجلسات الخاصة مع الامام الشهيد حسن البنا فى سنة 1928 أننا تحدثنا فى واقع الدعوة ومستقبلها فقال رحمه الله: بمشيئة الله ستفتح عليكم البلاد وستنتشرون وتنتشر الدعوة بكم مادمتم مخلصين لله فى نياتكم متجهين الى الله بقلوبكم وسيكون للدعوة دور ومساجد ومدارس لتربية النشء على مبادىء الاسلام الحنيف، فقال أحد الحاضرين وهو الحاج حسين أحمد حجاب "النقاش" لماذا لانبدأ من الآن فى جمع التبرعات ونشترى أرضا ونبنى مسجدا ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ثم اخرج من جيبه جنيها وقال : هذا أول تبرع منى فسر الاستاذ البنا من هذا الاقتراح ووافق عليه جميع الحاضرين وكان عددهم عشرة أشخاص وتجمع فى هذه الجلسة 12 جنيها وتكونت فى الحال لجنة للتبرعات وعين الشيخ على الجداوى أمينا للصندوق وبدأ فى طبع ايصالات ودفاتر تبرعات كتب عليها "مشروع بناء مسجد ومدرسة للاخوان المسلمين بالاسماعيلية"

واذكر هنا أنالأخ على أبو العلا وكان يعمل ميكانيكيا وأراد أن يتبرع للمشروع ولكنه لايملك شيئا فما كان منه الا أن باع الدراجة التى كانت تنقله الى عمله الذى كان يبعد عن الاسماعيلية حوالى ستة كيلو مترات، باعها بـ150 قرشا ودفعها للاخوان واصبح يذهب الى عمله على قدميه فلما علم الاخوان بذلك ساهموا فى شراء دراجة جديدة وقدموها له0

فقه الداعيه
ويضيف الاستاذ عبد الرحمن حسب الله

اهتدينا الى قطعة أرض مساحتها حوالى 180 مترا تقريبا بشارع جومار ( سعد زغلول حاليا) ملك السيد محمد سليمان على من موظفى شركة قناة السويس ، وكانت هناك مشكلة وهى أن الأرض قريبة من مكان للدعارة اذ كان البغاء فى هذا الوقت مصرحا به رسميا 00فاعترضنا جميع على هذا المكان ولكن الاستاذ قال لنا :
هذا البلد اسلامى ولايستطيع اى انسان أن يبعدنا عن أى جزء منه وانا بعون الله سنقضى على هذه البؤرة من الفساد وسيرحلون حالا من هذا المكان بمجرد أن نضع أيدينا عليه فوافقنا00واشترينا قطعة الأرض بسعر جنيه للمتر الواحد0
وبدأ البناء فى دار الاٍخوان ومسجدهم وفى بعض الأوقات كان الاٍمام يحضر عملية البناء ، وكثيرا ماكان يشارك فيها بحمل الحجارة على ظهره ، أو يحمل المونة ويذهب اٍلى البناء ويقول له : فين يامعلم؟ فينظر اليه المعلم البناء ويسرع فى أخذ المونة منه ولكنه يصر على أن يضعها بنفسه فى المكان المطلوب

ملجأ التائبات

قلت للأستاذ عبدالرحمن حسب الله:
كيف كان استقبال أهل الاسماعيلية للدعوة؟

فقال لقد كان أهل الاٍسماعيلية بعيدين عن الدين بحكم أن البلد كان متفرنجا ولم يكن هناك وعاظ ولامساجد اٍلا المسجد العباسى فلما ظهرت دعوة الاٍخوان المسلمين التف حولها الشباب وكانوا يحرصون على حضور الدروس اليومية من الاٍمام البنا ، ففقهوا فى دينهم وعرفوا واجبهم وعاهدوا الله على العمل لهذه الدعوة

ويضيف اللأستاذ عبدالرحمن قائلا:
لقد أعلن الاٍخوان عن افتتاح ملجأ التائبات ، وقد استأجروا لذلك مبنى مستقلا تلتحق به كل من تتوب اٍلى الله تعالى من بيوت الدعارة وليس لها عائل ، فتوافد عليه كثيرات ممن تاب الله عليهن ، وقد كلف الاٍخوان الشيخ على الجداوى لتولى شئوون هذا الملجأ والاٍنفاق عليه وترتيب الدروس الدينية لهن

وقد وفق الله الكثيرات منهن وأصبحن ربات بيوت صالحات ومن لم تتزوج منهن تعلمت فن الخياطة والتفصيل أو فن الطهى أو تربية الأولاد،وقد كان لهذا العمل الجليل أكبر الأثر فى نفوس المسلمين جميعا من أهالى الاٍسماعيلية وغيرهم أما عن بيوت الدعارة فقد صدر الأمر باٍغلاقها نهائيا وتطهرت البلاد من هذا الوباء الجسيم وتحققت نبؤة الأستاذ البنا عند اختيار مكان دار الاٍخوان المسلمين وقوله بأننا بمجرد افتتاح الدار سنقضى بعون الله على جميع بؤر الفساد كلها انشاء الله
مدرسة امهات المؤمنين
الحديث عنها المرة القادمة انشاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق