الأحد، 25 أبريل 2010

أم أسامة ومدرسة الصبر الجميل.. بقلم مدحت بهجت

هى زوجة الأستاذ عثمان محمد إسماعيل، يرحمهما الله ، والتي رحلت عن عالمنا في يوم 13-4-2010م بعد معاناة مع المرض العضال ، وهي نموذج للصبر الجميل ، والثبات على المبدأ ، والتضحية فى سبيل العقيدة . ورغم بساطتها إلا أن روحها العالية وإيمانها بالحق الذي تعتقده جعلها تستهين بكل ما مر بها من أحداث جسام .


كانت تعتز بأنها زوجة لمجاهد عظيم حمل روحه على كفه أثناء المقاومة الباسلة لكتائب الإخوان على أرض القناة ، وأحد رجال النظام الخاص الذي شارك في جمع السلاح للمجاهدين فى فلسطين . كانت تراه منهمكا مع إخوانه بـ “أبو صوير” للتجهيز لعملية فدائية ضد الجنود الإنجليز الذين يدنسون أرض الإسماعيلية فترقبه فى صمت ولا تحاول أن تثقل عليه بأسئلة قد لا يريد الإجابة علية ، وتظل الزوجة المحبة تنتظر بقلق كل ليلة حتى يعود الزوج الحبيب . مرت سنون حتى أُنهِكَ الإنجليز وأيقنوا أن بقائهم فى مصر مستحيل وأن السنوات السبعين التى مرت عليهم على أرض الكنانة فى هدوء قد انتهت إلى غير رجعة … فقد دخل المعركة عنصر جديد لا يعرف الهزل ولا اليأس ، و لكن كانت مكافأة الظالمين للزوج المجاهد بعد سنوات الجهاد والكفاح هى الأعتقال والسجون والتعذيب ، حكم على الزوج فى المرة الأولى بعشر سنوات ، ثم ما لبث أن زُجّ به مرة أخرى إلى السجن عام 1965 .


كانت تقص علينا ببساطة وإيمان كيف مرت عدة سنوات وهى لا تدرى إن كان الزوج الحبيب من الأحياء أم الأموات ، ثم كيف كانت معاناة الزيارة فى سجون مصر المختلفة من أدناها إلى أقصاها انتهاء بسجن الواحات ؛ حيث تستمر الرحلة عدة أيام لزيارة قد تستغرق دقائق أو لا تتم أصلا .


عندما زرتها لأعودها مع بعض الإخوان الشباب الذين لم يدركوا الحاج عثمان قامت من سرير المرض وقد استنار وجهها . كانت مشاعر الفرح بأبنائها من الإخوان الذين تراهم لأول مرة بادية على وجهها وانطلقت تسترجع ذكريات الزوج الراحل فى حب وفرح ؛ حتى إن أولادها تعجبوا من هذا التحول الغريب فهي لا تغادر سرير المرض منذ أشهر ، وأيضا لا تكاد تتحدث مع أحد .


وتذكرت أنى كنت أراها من خمس سنوات حريصة على حضور ومتابعة المؤتمرات الانتخابية للمهندس صبري خلف الله ، تصر في كل مرة أن ترسل رسالة مكتوبة تشجع وتدعم الإخوان وكنت أقرأها على الحضور مع التنويه بفضل الحاج عثمان الذي تربينا على يديه وتعلمنا منه فى صمته عمليا كيف تكون القوة والصلابة أمام الظلمة ، وكيف تكون مشاعر الأخوة الفياضة مع المظلومين فى كل مكان . كان من السهل أن ترى عينيه تترقرقان بالدموع إذا ذكر إخوانه الذين سبقوه إلى لقاء الله ، أو وهو يتابع مآسي المسلمين فى فلسطين أو العراق فى حرب الخليج الأولى .

وحكى لى ابنها أسامة كيف أصرت أن تقف أمام لجنة النساء وهى تحمل صورة المهندس صبري رغم سنوات العمر ومعاناة المرض فإذا تعبت جلست على كرسي لا تعبأ بتحرش بلطجية وبلطجيات الحزب الحاكم !


يرحم الله أمنا الغالية أم أسامة ونسأل الله أن يجمعها مع الزوج الحبيب برفقة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى ..آمين .

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

واجبات عملية لتحقيق ركن الاخوة

الاخوة ركن ركين في هذا الدين ومعروف حق الاخ على اخيه في آيات القرآن وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

ومعلوم ايضاأن أول درجات الأخوة هي: سلامة الصدر... وأعلاها الإيثار...... وبين هذه وتلك ان تحب لإخيك ما تحب لنفسك

ولسنا بصدد التأصيل والتوضيح لهذا الركن الهام وإنما هي وصايا عملية وممارسة فعلية لتعميق هذا الخلق والذي نمتاز به في اي مكان حللنا فيه ولله الفضل والمنة:

1) المواظبة على ورد الرابطة عند الغروب مع استحضار صور اخوانك الاقرب فالاقرب مع الاخلاص -

التام في الدعاء

2) تفقد أحوال أسر الغائبين – ولو تليفونيا – وإذا كان رسول الله قد نفى الايمان عن من بات شبعانا وجاره جائع إلى جانبه -وهو يعلم- فما بالكم بمن بات آمنا مطمئنا وأولادأخيه لى جانبه يفتقدون الاب الشفوق او الاخ الحنون او الابن الرحيم وكما ان هناك اوقات يضاعف فيها الاجر فان هناك ايضا مواقف تكون للصلة منزلة واي منزلة والامر لا يقتصر على الماديات وانما قد تكون لمسة حانية اونظرة ودودة وتذكر يا أخي – فقهك الله – (ان من نظر الى اخيه نظرة ود غفر الله له)
وكما يقول الاستاذ عباس السيسي في " الطريق الى القلوب
" :
وتبقى حاسة النظر من اقوى واخطر وسائل الداعية واشدها تأثيرا في القلوب فإن الداعية حين يلقى على اخيه ( او ابناء اخيه عند غيابه ) نظرة ود فكأنما يلقي عليه " خلعة "من اعز واثمن ما تمتلك في هذا الوجود واذا كانت نظرة الحسود تفجر البنيان وتهدم الانسان فان فان نظرة الود والحب تفعل نفس التأثير ولكن في اتجاه الحق والخير والنور فتجذب القلوب وتقوم الصف كالبنيان المرصوص وتلك النظرة هي من قوى الانسان الخفية ومن طاقاته النفسية ... عيون العقيدة لا تلتقي على بغض اوتناقض لانها صادقة وثابتة لا تتذبذب.
وما تستطيع نفسك ان تخفيه فالعين تبديه والمؤمن مرآة اخيه

( لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون
اذا فقد يكون كل المطلوب هذه النظرة الحانية او مسحة على الرأس الصغير زنبرة صوت صادقة لقد اجبني تصرف احد الاخوة عندما كان يذهب الى بيت اخية – المعتقل – يسأل عنه ولايجد ما يقدمه لهم سوى هذه المشاعر الصادقة وان يأخذ اولاد اخيه الصغار ليروح عنهم " ويفسحهم " هذه سلوكيات لا تجدها الا مع قوم عمليين فليست الحكاية خطب ومناظرات ودروس ومحاضرات.

3) الدعاء وخاصة في الاوقات المخصوصة ولاتنسى يا أخي ان بعض اولاد اخوانك الان يقضون الامتحانات فاجعل لهم ايضا من دعائك نصيبا

4) أن تكتب لاخيك وان تظهر له حبك كما اوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم انك اذا كنت تحب فلانا في الله فأخبره فإن لم تستطيع زيارته في محبسه فلتكن رسالة رقيقة تبين فيها مشاعرك وعواطفك والكلمة الطيبة صدقة.

هذه بعض الوصايا العملية اذا اديت في وقتها كان لها مالها اما اذا تأخرت فقد احدثت في القلب وحشة وفي النفس جفوة

والله نسأل التوفيق و الاخلاص



مدحت بهجت
9/6/2007 غرفة رقم 5 سجن المستقبل الاسماعيلية