الخميس، 30 ديسمبر 2010

حرامي الإخوان المسلمين .......د.علاء الدين عباس

تتميز جماعة الإخوان المسلمين بتنوع التخصصات وجمعها لشتي الوظائف والمؤهلات بين أفرادها .. لدرجة لفتت نظر مدير السجن الحربي وكان يناقش الدكتور أحمد الملط ويستفسر منه عن العلاقة التي تجمع بينه وبين الأخ عبد العزيز زعير ذلك البقال المتواضع في حي السيدة زينب والذي يصاحب الدكتور الملط الحاصل علي زمالة الجراحة من كلية الأطباء الملكية بانجلترا ..

وكيف أنهما يذهبا سويا ويعودا وكأنهما تؤام روح أو الرجل وظله .. فكان الدكتور الملط يؤكد انها رابطة الأخوة وعاطفة الدعوة وتآليف الله للقلوب .. ومثل ذلك كانت علاقة سيد قطب بيوسف هواش والتلمساني بابراهيم شرف وحسن جودة موجه الرياضيات بمحمود الأسيوطي الفران .. تجد علاقة تفاهم وتقارب وتآخي مع أن البون كان شاسعا بين ثقافة وتعليم ونشأة كلا منهما .. وحاول مدير السجن ممازحة الدكتور الملط فقال له .. دعنا نفكر في وظيفة غريبة وشاذة ونري هل من الإخوان من يمتهنها أم لا .. وبعد تفكير قال مدير السجن ما رأيك في وظيفة حلاق الحمير ..؟ ثم ذهب المدير لفناء السجن حيث نادي في الميكرفون من يعمل حلاق حمير يحضر لفناء السجن ففوجيء المدير باثنين من الإخوان يخرجان من الزنازين وكلاهما كان يمتهن هذه المهنة النادرة ..


وأذكر وأنا صغير أننا كنا نلعب أمام فيلا سيد قطب بجوار منزل والدي في شارع حيدر باشا بحلوان لعبة (تريك تراك) وهي عبارة عن قطعة خشب نضرب بها قطعة أخري مسنونة الطرفين فتطير مسافة والفائز من يطيرها مسافة أبعد .. وكان الجيران يضيقون بنا ذرعا خاصة عندما نحتد وترتفع أصواتنا وقت الظهيرة وحي حلوان في تلك الأيام كان هادئا وقت القيلولة ساكنا .. ولكن كان هناك نجار طيب له محل متواضع اسمه عم علي حمدي كان يبسم في وجوهنا ويتحمل شجارنا وعبثنا لدرجة أننا كنا كثيرا ما نعطيه العصفور( قطعة الخشب مسنونة الطرفين) ليقوم بنحت أطرافه كما تبري القلم الرصاص لنتمكن من طرقه بالخشبة وتكملة اللعب .. وكان الرجل الطيب يقوم بالمهمة عن طيب خاطر وبإتقان ملحوظ .. وعندما شببت عن الطوق وتقدم بي العمر عرفت أن عم علي حمدي هذا كان من الرعيل الأول للإخوان المسلمين وبدأنا في تكريم الرجل وإعزازه وحاولنا رد اعتباره بعد أن وهن عظمه واشتعل رأسه شيبا وفي أخريات أيامه كان مقيما في حجرة بمستشفي الجمعية الطبية الإسلامية بحلوان التابعة للإخوان المسلمين وكنت مديرها الطبي .. وكثيرا ما ذهبت لمجالسته لأسمع منه حديث الذكريات..


فروي لي أول لقاء له مع الإمام الشهيد حسن البنا فبعد أن عرفه باسمه قال الإمام والأخ علي ماذا يعمل ..؟ فسكت عم علي قليلا وكان متحرجا فلما ألح عليه الإمام حسن البنا قال عم علي والله يا مولانا أنا بشتغل حرامي .. فتهلل وجه الإمام العبقري حسن البنا وقال مستبشرا الحمد لله .. الدعوة كانت ينقصها واحد حرامي .. إن شاء الله نستفيد بموهبتك هذه في خدمة الدعوة .. ولم يكن عم علي لصا عاديا بل كان موهوبا وهجاما من الدرجة الأولي وعلي درجة كبيرة من الرشاقة في التسلق والحذر في التلصص وخفة اليد في آن واحد وبدأت الدعوة تستفيد من مواهب عم علي الآثمة وتوظفها في أعمال مجيدة تصل لدرجة البطولة فقد استعان به النظام الخاص وهو التنظيم السري الذي أنشء لضرب مصالح المستعمر البريطاني بمصر ومكائد المنظمات اليهودية المشبوهة ..


وأستطاع عم علي السطو علي معسكرات الإنجليز بالعباسية والاستيلاء علي كم كبير من الأسلحة والذخائر والتي كان يمد بها المجاهدين من الإخوان المسلمين والتي كانت عونا لهم في حروب فلسطين والقناة فيما بعد .. بل وصل به الأمر أنه تمكن من سرقة دبابة والخروج بها من المعسكر وأحتار الإخوان في التصرف فيها فتم تفكيكها والتخلص منها .. إن عبقرية الإمام الشهيد حسن البنا كانت تكمن في تلك الموهبة الفذة في توظيف إمكانات وقدرات أفراد جماعته وتكمن أيضا في البحث عن مواطن القوة والمنفعة في كل صفة أو خلق جبلي في أعضائها بل وتحويل الصفات السلبية أو الخلق الرزيل إلي صفات حميدة وخلق نافع قويم .. رحم الله الإمام البنا صانع الرجال ومربي الدعاة وغفر الله للص الإخوان الشريف عم علي حمدي وأسكنه فسيح جناته

السبت، 11 ديسمبر 2010

نحن على خير حال






كان هذا المقال قد كتبه الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله- (سنة 1986م) ليكون افتتاحية

مجلة "الدعوة" عندما تعود إلى الصدور، فلمَّا تأخَّر صدورُها اختير هذا المقال ليكون افتتاحية الكتاب غير الدوري الذي أصدره- رحمه الله- تحت اسم "البشير"، ولكنه لم يرَ النور
يقول- رحمه الله تعالى

:
"أجل نحن- الإخوان المسلمين- على خير حال بفضل المنعم الوهاب، إن وجدنا قانونًا فنحن قائمون بهمتنا في التربية والتوجيه، ورَبْط المسلمين برباطِ الحب، والالتقاء على الله، وإن حرمونا من الوجود القانوني بسلطانِهم، فنحن المتحابون في الله، المتزاورون في الله، المتجالسون مع الله، في ظلِّ الله، يوم لا ظل إلا ظله، ظل القوي القاهر الجبار، لا ظل واشنطن ولا موسكو، ولا لندن ولا باريس، ولئن اختلفت القوى المادية على كل شيء، فقد التقت جميعًا على هدف واحد، هو طمس معالم الإخوان المسلمين من الوجود، وهيهات

أحلام وردية:
هَالَ أعداءَ الإسلام ما أحدثته دعوة الإخوان من أثر في حياة المسلمين، لقد حسب الأعداء أن المسلمين غدوا جسدًا مشلولاً، لا قدرةَ له على الحركة، فإذا بدعوة الإخوان المسلمين تُخرجهم من هذا الحلم الوردي، وتوقظهم على حسرة ما ظنوا بعدما رأوا أنهم في طواياها غارقون، المسلمون هم الذين صحوا على أغاريد دعوة الإخوان، وعرفوا من دينهم ما كانوا يجهلونه، وأيقنوا أنهم أحق الناس بأستاذية العالم كله، صحوا على مجد بديع أنار الوجود بأن الإسلام دينٌ ودولةٌ، دينٌ يربط الناس بربهم، ودولةٌ تعز المسلمين في معاشهم.



لاحقتنا المحن من عهد فاروق، فاغتال الإمام الشهيد حسن البنا، وظن- وظن معه من في ركابه- أن المحرك الذي يدير الدعوة ويفديها بدمه قد أفضى إلى ربه، وأن الدعوة ولَّت على أثره، وإذا بالدعوة تجرف فاروقًا وحكمه، وإن نسبت قوى ظاهرة أن الفضل لها.. والفضل لله أولاً وأخيرًا، ووقعت الواقعة الثانية على يد عبد الناصر فاغتال الشهداء عبد القادر عودة، ومحمد فرغلي، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وآخرين.. إن كنا لا نعلمهم، فالله يعلمهم، وكفى بعلمه إدراكًا، ومات عبد الناصر، وها نحن قد قرأنا في الصحف السيارة أن النائب الوفدي أحمد طه قدَّم سؤالاً أو طلب إحاطة، بعد أن شاع أنه لم يمتْ ميتة طبيعية


أنياب الديمقراطية:
وجاء السادات يحاول احتواءهم، فلما عجز، أبرز أنياب الديمقراطية كما زعم، فما كنا نعرف أن للديمقراطية أنيابًا ولا أظافر، كنا نعرفها لينةَ الملمس، رخيمةَ المأخذ، عادلةً، لا تتجنى ولا تجور.. كشَّر عن أنياب الديمقراطية كما قال، فاعتقل وصادر وجال، ونسي أن الله من وراء كلِّ ذلك محيط، وها نحن في العهد الحالي، ولم يسمح بعودة الإخوان، يتمسك بالقوانين الاستثنائية من قانون الأحزاب إلى قوانين الصحافة إلى قوانين الطوارئ، ولا ندري ما تخبئه الأقدار من قانون الطوارئ عامًا ونصف العام، وإن كنا نرجو الخير في وجه الله، ونطلب لهم من الله الهداية والسداد


الإخوان باقون:
ورغم هذا كله فقد بقي اسم الجماعة وأثرها فعالاً في كل قارة من القارات.. توقفت مجلة الدعوة من سنة 1981 إلى اليوم، فإذا بصحف العالم كله- عربية وأعجمية، الأصدقاء منهم والخصوم- إذا بها كلها تفتح صدورها على امتداد سواعدها لتتحدث عن الإخوان المسلمين يومًا بعد يوم على التوالي ودون توقف، وعرفنا من لم يكن يعرفنا، وتحدَّث عنا من كان في قلمه عقم، وفي لسانه عي، وفي سمعه صمم، متعمدًا منفعلاً، أليس من حقنا بعد هذا كله، أن نقول: إننا- بفضل الله- على خير حال؟!
لك العتبى حتى ترضى، يا أرحم الراحمين


محاربة الإخوان.. لماذا؟
الكل في مجالسهم الخاصة والمغلقة، يعترفون بصدق نوايا الإخوان في خدمة عقيدتهم ووطنهم، ولكنهم لا يصرحون بها على الملأ، بل يخالف علنُهم سرَّهم في هذا المقام، ترى ما صفة ما يُخفى ضد ما يُعلن؟ ما الذي يكرهونه من الإخوان؟ من حقِّ الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وفرنسا وإنجلترا، ومن يدور في فلكهم، أن يقاوموا دعوة الإخوان المسلمين في شراسة ووحشية، لأسباب كثيرة منها


1- حيوية الدعوة وفاعليتها في إيقاظ العالم الإسلامي من رقدته، ومطالبته بالعودة إلى سالف عزه ومجده.
2- خطر هذه اليقظة على الاستعمار الفكري والحضارة المادية.
3- خطرها كذلك على الاستعمار الاقتصادي.
4- الخوف على زوال الاستغلال الجشع لكل مواردنا الطبيعية، وكنوزنا التي أنعم الله بها على هذه المنطقة المسلمة وأهلها، هذه النعم التي أهملنا شكرها بإهمال استغلالها.
5- القضاء الكامل على تجارة الأسلحة، التي أثرت الشرق الغرب ببيعها لدول هذه المنطقة بقتل أبنائها بعضهم بعضًا بها، فيزداد أعداء الإسلام قوة وثراء، ويزداد المسلمون ضعفًا وفقرًا.
6- الخوف من عودة الحضارة الإسلامية، التي سمت بالمسلمين إلى أسمى مكان رفيع وهم لا يريدون للمسلمين ذلك، كي يظلوا على ما هم عليه من تبعية وهوان.
7- كراهية الإسلام والمسلمين، كراهية بلغت حد الحقد والضغينة.


ثبات وإصرار:



لقد تحمَّل الإخوان المسلمون كلَّ المحن الطاحنة التي نزلت بهم، لم يضعف ذلك شيئًا من تمسكهم بمبادئهم، وارتباط بعضهم ببعض، وتعاونهم في حياتهم الخاصة والعامة، وسواء أكان لهم وجود قانوني أم لم يكن لهم هذا الوجود، فإنهم لا يجتمعون على شكليات، ولكنهم يتوحَّدون على أصولٍ ثابتة، وقواعدَ راسخةٍ، تتبدل القيم والمناهج من حولهم، وهم على ما هم عليه من ثباتٍ وإصرار، لا تبديل ولا تغيير ولا تحويل،

ألسنا بذلك على خير بفضل الله؟ ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ﴾.
نحن على خير حال، فالدعوة تنتشر ويزداد أنصارها يومًا بعد يوم في كل قارة من قارات الأرض المعروفة، فإذا صودرت في مكان، ظلت نواحي الأرض تنبض بالحياة الإخوانية الزاخرة، وحتى لو أجمعت الدنيا بأسرها على مصادرة دعوة الإخوان المسلمين، فإنها أعجز من أن تصادرها في قلوبهم، وإذا ضاقت الأرض بأهلها، فإن قلوب الإخوان لن تضيق بدعوتهم، إن القلوب المخلصة عرش الرحمن الذي لم تسعه أرض ولا سماؤه، ووسعته قلوب عباده المؤمنين، هيبةً وعظمةً وإجلالاً وتكبيرًا، ما دامت هذه الركيزة متمركزةً في قلوب الإخوان، فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ماذا يريد الإنسان الصحيح الإنسانية، بل المسلم السليم الإيمان؟ صلة قوية.. قائمة، رغم الحرب الضروس ضد هذه الصلة!! حب طاهر متوافر يجمع الأخ بأخيه.. فيحبه ويبصره ويفتديه!! عمل دائب.. موجود في كل نواحي النشاط في العبادة في المعاملة.. في السياسة.. في الاقتصاد.. بشكل طاهر ملحوظ، حتى لو اختلفوا على بعض المفاهيم، قدرة الدعوة الإخوانية سرعان ما تخفف من أثر الخلاف فيعذر بعضهم بعضًا فيما اختلفوا فيه، ويتعاونون فيما اتفقوا عليه، ألا ترى أنهم عند آية بارقة من بوارق الحرية تجمعوا، وتكتلوا، كما تشدو الطيور في لمسات الفجر المبكرة ينادي بعضها بعضًا، ثم تشترك جميعًا في ترنيمة واحدة، تسبح المبدع العلام


باقون على العهد:


إننا بخير حقًّا، إذا ألهمنا الله الصبر والاحتساب، في رضًا كامل، وتسليم عجيب، لا يفكرون في انتقام، ولا ثأر، ولئن أطمع هذا العمق فيهم خصومهم، إلا أنه أفادهم، من ناحية تعمق العقيدة بين حنايا صدورهم وطهارة مقصدهم، وسد منافذ الشيطان أن يقف المسلم بسيفه في مواجهة أخيه المسلم، مهما أساء، إنهم الرحمة المهداة في هذا العالم المادي المفترس، وما كان للرحماء أن يبادلوا القساة شرًّا بشر، ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾، إن الجبناء هم الذين يرتعدون ويقبلون أقدام الطغاة، أما الإخوان المسلمون فهم على عهدهم باقون، وفي طريقهم سائرون، ولدعوتهم عاملون، ولدينهم موفون، وما ذلك شأن الرعاديد، فلا نامت أعين الجبناء، إنهم يعرفون أن أعداءهم أقوياء خبثاء، تجردوا من الإنسانية والضمير والخلق والعقيدة، وأنهم يتربصون بهم الدوائر، في كلِّ معطف، ومع كل هذا فقد سمو بفضل الله، فوق مستوى الخوف والنكوص عن البيعة، والتخلي عن عهد الله، ما دامت الدنيا لأحد! ولو دامت لحاكم ظالم ما وصلت لغيره، ظالم أو عادل، وتلك الأيام نداولها بين الناس، ودوام الحال من المحال،

لقد مرَّ أشجع خلق الله- صلى الله عليهم وسلم- بالكثير من أصحابه وهم يُعذبون عذابًا وحشيًّا، بلغ حدَّ بقر بطون الحوامل، فهل امتشق سيفًا، أو قاتل باغيًا، أو أدار خد المسلمين الأيمن لمن صفعهم على خدهم الأيسر؟ لم يحدث شيء من ذلك على الإطلاق، كل ما فعله أنه قال: "صبرًا آل ياسر، إني لا أملك لكم من الأمر شيئًا، إن موعدكم الجنة"، أو ما معناه، لقد طلب منه- صلى الله عليه وسلم- بعض شباب الصحابة أن يغتالوا رءوس الكفر، فلم يأذن


لا نقر القتل:
إن قتل ظالم لا يذهب الظلم؛ ولكن تهيئة الرأي العام، وتربية النشء والشباب، وطول النفس، هو الذي يذهب بالظلم والظالم تلقائيًّا، مَن كان يظن أن الملك فاروق سينزل عن العرش ويغادر مصر، ما بين يوم وليلة وبهذه البساطة والسهولة، إنها إرادة الله، ثم تهيئة الإخوان المسلمين أفكار الشعب لتقبل هذا التغير، وأصبح الأمر يسيرًا والتغيير ممكننًا، والإخوان المسلمون على هذا الغرار، لن يستبيحوا دم مسلم أيًّا كان موقعه، وأيًّا كانت صفته، ولكنه الإقناع، ولو طال به المدى، والإخوان على خير حال، فما تحدثوا مع إنسان وإلا وأبدى اقتناعه، صادقًا أو منافقًا، وهذه أولى خطوات النجاح- بإذن الله.
إننا بخير لا نترك فرصة تلوح في الأفق، إلا اقتنصناها إعلامًا ودعايةً وتربيةً وتوجيهًا.
ولقد أغلقت مجلة الدعوة، ففتحت صحف العالم كلها أبوابها للحديث عن الإخوان ونشر مبادئهم، وأرادوا وأراد الله، فكان ما أراد القاهر القهار.
فنحن على خير حال؛ لأننا ثقتنا في نصر الله لم تتزعزع طرفة عين، حتى ونحن في أعماق السجون، وما دمنا على هذه الثقة في ربنا، وفي صدق دعوتنا فما علينا من حادثات الزمان، والحديث القدسي يقول: "أنا مع المنكسرة قلوبهم من أجلي"، وإن كنا نعتز بديننا ونؤمن بأننا الأعلون، إلا أننا مع الله منكسرة قلوبنا، تعوذ به من الفقر إلا إليه، ومن الخوف إلا منه


صراحة:
نحن على خير حال.. لأننا نحمل دعوةً تميزت بالصراحة في مواجهة الباطل وأنصاره أينما كانوا، دعوةً تميَّزت بالوضوح؛ فلا لفَّ ولا مداورة ولا استغفال، دعوة برَّأها الله من المطامع المادية، والتطلعات الدنيوية، والمصالح الذاتية، نزيهة من غبش الزيف، تزدان بالنبل في العاطفة، والسمو في حب الخير للناس جميعًا، بلا تفرقة بين خصوم وأصدقاء، فحب الخير لا يتجزأ.
من أجل ذلك سنبقى- بفضل الله- على خير حال، مهما ادلهمت الخطوب، وعصفت الرياح الهوج، ومهما اشتد العسف بالشهداء، ومهما ظنت قوى الشر، أنها بالغة ما تريد بقوتها المادية غرورًا واغترارًا، إن قدر الله إذا جاء فلا عاصم لظالم أو مغتر من أمر الله، وحاق بهم ما كانوا يستهزئون.. إن كلمة الله هي العليا دائمًا وكلمة الظالمين هي السفلى دائمًا، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ


نحرص على الموت:
أراد الله لنا أن نكون على خير حال في اللأواء والرخاء، بهداه استوى لدينا شأن الموت وشأن الحياة، بل لعلنا أحرص على الموت، فتوهب لنا الحياة، الناس يفزعون في مجال الروع من الموت، ونحن نسارع إليه، في سبيل إعلاء كلمة الله، إن حبسونا فهي خلوةٌ مع الله، وإن نفونا فهي سياحةٌ لتبليغ دعوة الله، وإن قُتلنا فهي الشهادة الكبرى التي يتمناها المجاهدون المخلصون؛ فماذا يملك أعداؤنا لنا، مما يخوفون به الناس الحريصين على الحياة مهما كان طعمها من الذل علقمًا، ومن الهوان صعابًا.
ولا بد بعون الله من مجيء اليوم الذي ينتظره العاملون المخلصون


ماذا ينقصنا؟
نحن، بحمد الله، على خير حال، ماذا ينقصنا مما يستمتع به عامة الناس؟ لا شيء.
الطعام؟ إننا نأكل، ونستمرئ كل ما نأكل أيًّا كان حاله، مطهيًّا لذيذًا، أو غير مطهي وغير شهي، نرضى بكل ما قسم الله في هذا المجال، دون تطلع إلى ما في أيدي الناس، وإنها لنعمة من الله ما لها من نظير.. المسكن نرضى به حتى ولو كان كوخًا، حسنًا ما يقينا الشمس والمطر، وكل مكان ينبت العز الطيب الملبس، ونحمد الله على أن الإخوان من أليق الناس مظهرًا فيما يلبسون، ويحبون أن تُرى نعمة الله عليهم، ولباس التقوى ذلك خير.
ثم بقي بعد ذلك، ما نمتاز به على خصومنا، في ميادين الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله، إن كنا نألم فإنهم يألمون كما نألم، بل أشد، ولكننا كما قال تعالى: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُون﴾ (النساء: 104).


ذكر حسن وأحدوثة طيبة، وأخرى ملؤها النعيم الخالد الذي لا يفنى ولا يبيد.


إننا نحظى بهذا عند ربنا، وهم منه محرومون، إننا ننظر إلى آخرتنا قبل دنيانا، وهم لا ينظرون إلا ما يقع تحت أنظارهم، وشتان بين من يؤمن بالآخرة، وبين من هو عنها في صمم ويأس بعيد، هل يستوي من يُلقى في النار بمن يأتي آمنًا يوم القيامة؟! كلا وربي لا يستويان.
أيها الشباب، إننا ندعوكم لتكونوا معنا على خير حال، بفضل الكبير المتعال، إننا ندعوكم إلى ما فيه عزكم ومجدكم وأمنكم وحياتكم، ندعوكم إلى الطهر والفضيلة ومكارم الأخلاق وكمال العقيدة، لا نطالبكم بأجر، فأجرنا هدايتكم، ولا نمنيكم بالأحلام والأضاليل، فما عند الله خير وأبقى.. هيا ضعوا أيديكم في أيدينا، وشبابكم في شيخوختنا، وحماسكم في خبرتنا، وعيشوا لها، ورِّثوها مَنْ بعدَكم، فلله عاقبة الأمور: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111).

هل هناك من شك، بعد ذلك، أننا على خير حال؟!



استعملوا عقولكم وعواطفكم، واحذروا أن تكونوا مثل ثمود الذين هداهم الله، فاستحبوا العمى على الهدى، فأخذتهم صاعقة العذاب الهون. واحذروا أن تتكاسلوا، فيذهب الله بكم، ويأتي بآخرين، يحبهم فيغفر لهم ويؤيدهم وينصرهم، أولئك هدى الله فبهداهم اقتده.
لا نقول لكم اتبعوا أشخاصًا، ولكننا نوجهكم إلى طريق الخير: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّين﴾ (الفاتحة: 5- 7).

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

النتائج الرسمية لمهزلة إنتخابات الإسماعيلية 2010

النتائج الكاملة لمرشحى الدائرة الأولى
بالاسماعيلية
================================================================================
site admin on 28 November, 2010 23:59:00

المهندس محمود عثمان - فئات ( 26475 صوت


المهندس صبري خلف الله - فئات ( 2575 صوت


على الأسود - عمال ( 13746 صوت

أحمد أبو زيد - عمال ( 4398 صوت

صلاح الصايغ - عمال ( 1975 صوت


عبد العزيز عبد الجواد - عمال ( 1820 صوت

محمد درويش - عمال ( 1801 صوت

عاطف الشريف عمال ( 698 صوت


عادل حسني - عمال ( 658

ابراهيم عباس - عمال ( 648 صوت

على محمود عبد العال - عمال ( 399 صوت

أيمن جلال حزب التجمع - عمال ( 366 صوت

محمد خليل الصافي - عمال ( 359 صوت

سامح كامل - عمال ( 356 صوت

محمد مسلم- عمال ( 295 صوت

محمد الحسيني - عمال218 صوت


حسن السيد - فئات ( 213 صوت

محمد صقر - عمال ( 189 صوت

اسامة العلاف - فئات ( 140 صوت


مغربي محمد ( 138 صوت

عزازي محمد عزازى ( 134

السيد موافى - فئات ( 120 صوت


هشام السيد جاد - عمال ( 93 صوت

وليد الشوادفى - فئات ( 83 صوت

عبد الحميد عبد اللطيف - عمال ( 75 صوت

طارق جبارة - فئات ( 70 صوت

!!على محمد عبد اللاه - فئات (المرشح الإحتياطى للإخوان ) 67 صوت

تامر خالد ( 63 صوت

مدحت سالم - فئات53 صوت

أشرف صالح - فئات ( 36 صوت

مشادة كلامية بين مرشحتى كوتة المرأة عمال ماجدة

النويشي مرشحة حزب الوفد وسمية صفوت مرشحة
الحزب الوطني ، الأمر الذى أدى الى استبعاد
صندوق لجنة 153 بسبب التلاعب وصندوق لجنة 155
بسبب التزوير ، وهو القرار الذى اتخذه رئيس
اللجنة العامة للانتخابات بالاسماعيلية
المستشار ناصر صادق ميخائيل بربري .


النتائج الرسمية لجميع دوائر محافظة الإسماعيلية


================================================================================
site admin on 29 November, 2010 23:53:00


الدائرة الأولى لمحافظة الإسماعيلية


عدد أصوات السادة الناخبين الحاضرين 31021
عدد الأصوات الصحيحة 292000
عدد الأصوات الباطلة 1821



محمود عثمان أحمد عثمان - فئات - الحزب الوطنى
( 26475 صوت )
الإعادة
على حسين على الأسود - فلاح - الحزب الوطني
( 13746 صوت )
أحمد محمد أبو زيد الألفى - عمال - مستقل ( 4938
صوت



الدائرة الثالثة لمحافظة الإسماعيلية


عدد أصوات السادة الناخبين الحاضرين 40825
عدد الأصوات الصحيحة 38536
عدد الأصوات الباطلة 2239


الإعادة

عادل عبد الغني عبد الخالق عمر - فئات - الحزب
الوطني ( 12628 صوت )
محمد سيد أحمد صالح الزغبي - فئات - الحزب
الوطني ( 6907 صوت )
عادل محمد خالد موسى - فلاح - الحزب الوطني
( 16882 صوت )
سعيد شعيب عبد الله شعيب - فلاح - مستقل ( 6164
صوت



الدائرة الثانية لمحافظة الإسماعيلية :
عدد أصوات السادة الناخبين الحاضرين 53757
عدد الأصوات الصحيحة 50923
عدد الأصوات الباطلة 2834



الإعادة
محمد عوض محمد ابراهيم - فئات - الحزب الوطني
( 20443 صوت )
وهدان أحمد أحمد البعلى - فئات - الحزب الوطني
( 8348 صوت )

صالح عبد العزيز على محمد - فلاح - الحزب
الوطني ( 25387 صوت )
مصطفى حسن محمد الطباخ - فلاح - مستقل ( 5791 صوت



كوتة المرأة لمحافظة الإسماعيلية




عدد أصوات الناخبين الحاضرين 125331
عدد الأصوات الصحيحة 118613
عدد الأصوات الباطلة 6718

سلوى السعيد السيد فراج - فئات - الحزب الوطني
( 87502 صوت )

الإعادة
ماجدة حسن يوسف النويشي - عاملة - الوفد ( 57584
صوت )
سمية أحمد صفوت محمد - فلاحة - الحزب الوطني
( 41821 صوت )







بالأرقام : النتيجه الكاملة لمرشحى إنتخابات
الإعادة
================================================================================
site admin on 06 December, 2010 04:17:00


الدائرة الأولى

حصل على
الأسود عمال وطنى على مجموع أصوات 8852 ، بينما
حصل أحمد أبوزيد مستقل على 6087 .


وفى الدائرة الثانية حصل وهدان البعلى فئات
وطنى على 18800 وصلاح عبد العزيز عمال وطنى على
19792

فى الدائرة الثالثة حصل عادل عبد الغنى
فئات وطنى على 35530 وحصل عادل خالد عمال وطنى
على 30955 .

أما مقعد الكوته فقد حصلت ماجدة النويشى عمال
مستقل على 59153 بينما حصلت سميه صفوت فلاح وطنى
على 32073 .

مرشحو الإسماعيلية يفضحون تزوير الانتخابات

الإسماعيلية- خليل إبراهيم:



أكد مرشحو الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب 2010م بمحافظة الإسماعيلية، أن تزوير الانتخابات تم بطريقة ممنهجة في الدوائر الثلاث التي نافس عليها الإخوان.



وأضافوا خلال المؤتمر الذي عقدوه مساء أمس الثلاثاء أن جميع الصناديق تم وُضَع بها "رزم" بطاقات تصويت مسودة لصالح مرشحي الحزب الوطني.



وقال النائب م. صبري خلف الله عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين والمرشح على مقعد الفئات بالدائرة الأولى: إن الأمن تواطأ مع مرشحي الوطني منذ بدء اليوم الانتخابي، بمنع مندوبيه ووكلائه من دخول اللجان.



وأكد النائب د. حمدي إسماعيل عضو الكتلة والمرشح على مقعد الفئات بالدائرة الثانية أن عمليات التزوير وتسويد البطاقات تواصلت طوال اليوم ثم انتقلت إلى الفرز؛ حيث أضيفت "رزم" بطاقات مسودة لصالح مرشح الحزب الوطني داخل 30 صندوقًا، أثناء إجراء عملية الفرز.



وفضح م. سليمان إبراهيم المرشح على مقعد الفئات بالدائرة الثالثة حالات التزوير والانتهاكات التي تمَّت في لجان الدائرة بأنواعه المختلفة، من استبدال صناديق، وإضافة أخرى، وتسويد بطاقات.



وأضاف أن ضابطين برتبة عقيد شرطة ضُبِطَا بالتزوير فقبض الأهالي عليهما وربطوهما واحتجزوهما في مضيفة أحدهم، حتى جاء مساعد وزير الداخلية ليخرجهما، مشيرًا إلى أنه من طرائف التزوير أن اللجنة التي فيها اسم زوجته حصل فيها على (صفر)!!.



وفي كلمته قال د. محمد طه وهدان أحد قيادات الإخوان بالإسماعيلية: "المرشحون الجدد واحد من ثلاثة: إما مثلنا وهذا في ميزاننا لأنه تعلَّم منَّا، أو أفضل منَّا وهذا يسعدنا، أو أقل منَّا وهذا سيؤكد للناس الفرق بين ما يقوم به الإخوان وما يقوم به غيرهم".



وعقب المؤتمر الصحفي قال مدحت بهجت؛ المتحدث الإعلامي باسم الإخوان بالإسماعيلية: تمَّت عملية التزوير بطريقة غير مسبوقة؛ حيث كان التزوير فاضحًا في الدائرتين الثانية والثالثة، وكان هادئًا ناعمًا في الدائرة الأولى.



وأضاف: التزوير حدث قبل ذلك أثناء الإدلاء بالأصوات لكن المفاجأة أن يحدث أثناء الفرز، وأكد أن نسبة الحضور في الدائرة الأولى لم تتعد الـ10 %، وكشف بعض طرق التزوير: مثل مرور الناخبين على عدة لجان يصوِّتون بها ويدخلون دون التحقق من شخصيتهم، وإضافة أعداد كبيرة من بطاقات التصويت تفوق أعداد الناخبين.



وأشار بهجت إلى الإجراءات القانونية التي اتخذها مرشحو الإخوان؛ حيث أقاموا عدة دعاوى قضائية؛ لوقف إعلان النتيجة، وبطلان الانتخابات.


إخوان الإسماعيلية يدفعون بمرشح جديد بديل لخليفة

الإسماعيلية- خليل إبراهيم:

أعلن مدحت أحمد بهجت المتحدث الإعلامي باسم مرشحي الإخوان بالإسماعيلية، ترشيح إخوان الإسماعيلية المهندس سليمان إبراهيم عبد النبي سالم المرشح الاحتياطي لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة على مقعد "الفئات" بالدائرة الثالثة في محافظة الإسماعيلية بدلاً من علاء خليفة.



وقال بهجت لـ(إخوان أون لاين): إن قرار الدفع بالمهندس عبد النبي جاء بعد التعنت الإداري ضد خليفة، بتحويل صفته من "عمال" إلى "فئات" بالإكراه، ومن ثم رفض تسليمه بطاقته الانتخابية بدعوى عدم وجود اسمه في الكشوف.



وأضاف: إن المهندس عبد النبي من الرموز المجتمعية البارزة في المحافظة، وحصل على رمز "الشنطة".


مرشحو الإخوان بمحافظة الإسماعيلية

ننشر في هذه الصفحة القائمة الأولية لمرشحي الإخوان بمحافظة الإسماعيلية، وسيرهم الذاتية طبقًا لما يرد إلينا من المحافظة، والتي سيتمُّ تحديثها بشكل مستمر، على أن يتم إعلان القائمة النهائية للمرشحين بعد انتهاء مرحلتي تقديم الأوراق والطعون والتوافق مع بقية الأحزاب والقوى السياسية، كما أعلن ذلك فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين.



** المتحدث الإعلامي بالمحافظة:

- مدحت أحمد بهجت (0118158780)





1- النائب م. صبري خلف الله



الاسم: صبري خلف الله عبد الله

الشهرة: م. صبري خلف الله

الصفة: فئات

الدائرة: الأولى- محافظة الإسماعيلية

تاريخ الميلاد: 5/5/1963

المؤهل: بكالوريوس هندسة جامعة حلوان 1989

الوظيفة: مدير شركة الأنظمة الهندسية



الخبرات السياسية:

- نائب عن ذات الدائرة في انتخابات مجلس الشعب 2005م.

- المشاركة في الحياة السياسية منذ المرحلة الثانوية ما أدَّى إلى اعتقاله عام 1981م لمدة عامين بعد انتهاء المرحلة الثانوية.

- رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة حلوان.

- مرشح مجلس نقابة المهندسين الفرعية بالإسماعيلية سنة 89/90.

- مرشح الإخوان لمجلس محلي مركز الإسماعيلية عام 92، والتي زُورت ضده.



2- النائب د. حمدي إسماعيل



الاسم: د. حمدي محمد محمد إسماعيل

الشهرة: حمدي إسماعيل

الدائرة: الثانية- محافظة الإسماعيلية

الصفة: فئات

المؤهلات الدراسية: بكالوريوس الطب البيطري عام 1985م

الوظيفة: مدير مجزر التل الكبير

تاريخ الميلاد: 16/12/1961.

مشوار العمل الخدمي والعام:

- المشاركة في مجالس الصلح

- إعانة أسر فقيرة

- تنظيم العديد من القوافل الطبية البيطرية



الخبرات السياسية:

- رُشِّح في محليات 1997م مجلس محلي المركز، ولكن تم الضغط على ذويه بقضايا، فتم التنازل

- تم اعتقاله ثلاثة أشهر في انتخابات 2000م



التاريخ النقابي والعمالي:

- رُشِّح في انتخابات النقابة الفرعية 1996م تحت سنِّ 15 وفاز بالتزكية، إلا أن الحكومة أوقفت الانتخابات.



3- سليمان إبراهيم عبد النبي



الاسم: م. سليمان إبراهيم عبد النبي سالم

الشهرة: م. سليمان إبراهيم

مواليد: 14/5/1963

العنوان: القنطرة غرب ش المعاهدة

الحالة الاجتماعية: متزوج وله ولدان وخمس بنات

المؤهل: بكالوريوس هندسة من جامعة قناة السويس سنة 1987

العمل:

رجل أعمال وصاحب مكتب توكيلات تجارية

الخبرات السياسية:

- مرشح الإخوان في مجلس الشعب عام 2005

- شارك في جميع القضايا السياسية ما أدى إلى اعتقاله سنوات 1995،1999،2000،2001،2005،2006،2007،2008،2009،2010

الخبرات الاجتماعية:

قاضٍ عرفي، شارك في العشرات من جلسات الصلح بين المتخاصمين من العائلات



.نقل تعسفي لمدير مكتب د. حمدي إسماعيل


الإسماعيلية- خليل إبراهيم:


في إجراء تعسفي، نقلت الإدارة التعليمية بفايد، رضا العزبي، أمين مكتبة، والمدير السابق لمكتب د. حمدي إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب ومرشح الجماعة على مقعد "الفئات" بالدائرة الثانية بالإسماعيلية، نقلاً تعسفيًّا من مدرسة جمال عبد الناصر إلى مدرسة الجلاء الابتدائية، ثم مدرسة عثمان بن عفان الإعدادية؛ ما سبَّب له أضرارًا مادية ومعنوية.



من جانبه، أكد مدحت أحمد بهجت المتحدث الإعلامي باسم مرشحي الإخوان بالإسماعيلية، أن هذه التصرفات تدل على نية مبيتة للتزوير، وتكشف أن النظام يخطط لانتخابات لا علاقة لها بالنزاهة؛ ما يهدد شرعية المجلس المقبل، وبالتالي الطعن في انتخابات الرئاسة المقبلة.
[11/11/2010][

تقفيـل مصـر .......

بمناسبة مهزلة إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة كتب الأستاذ فهمى هويدى هذه المقالة التى سلطت الضوء على مجمل الحياة السياسية فى مصر ............

لا أعرف من أين يستمد الناس أملهم فى المستقبل فى ظل استمرار حملة «تقفيل» مصر التى بلغت إحدى ذراها فى الانتخابات الأخيرة
.
(1)

«التقفيل» مصطلح تتداوله الألسن فى أيام الانتخابات، ومقصوده لا أصل له فى المعاجم اللغوية إذ المراد به إغلاق الدائرة لحساب أناس معينين ومصادرة أصوات الناخبين فيها لصالحهم، دون أن يكون لإرادة أولئك الناخبين أى دور أو اعتبار.

وقد شاع ذلك التقفيل فى الانتخابات التشريعية الراهنة، حتى بات من سماتها التى انعقد الإجماع من حولها (مع التزوير بطبيعة الحال). وكان التقفيل مبالغا فيه لصالح مرشحى الحزب الوطنى.

وليس واضحا الآن ما إذا كان المراد بذلك اقصاء الإخوان واستبعاد الأصوات المزعجة من مجلس الشعب الجديد، أم أريد به أيضا توفير إجماع المجلس على تأييد مرشح الحزب للرئاسة فى العام المقبل، الذى نعرف حتى الآن أنه الرئيس حسنى مبارك.

علما بأن الذين أداروا العملية الانتخابية لم يكونوا مضطرين إلى ذلك الكم المشهود من التقفيل والتزوير، لأن الدستور المصرى بعد تعديله اشترط فى المرشح لرئاسة الجمهورية تأييد 65 من أعضاء مجلس الشعب له و25 من مجلس الشورى إضافة إلى عشرة أشخاص من المنتخبين فى المجالس المحلية القائمة فى 14 محافظة (المادة 76 من الدستور).

بكلام آخر فإن الحزب كان ضامنا فى أسوأ الظروف لعدد مؤيدى ترشيح الرئيس القادم. لكن البعض ارتأوا فيما يبدو أن يكون ترشيح المجلس للرئيس عند الحدود القصوى وليس الدنيا.
من باب إبراز الالتفاف الشعبى حوله للعالم الخارجى. وهو يخوض انتخابات الرئاسة للمرة السادسة.

لكثرة ترديد مصطلح «التقفيل» فى الفضاء المصرى خلال الأسابيع الماضية. فقد بدا وكأنه صار أحد أهم عناوين البلد.

وللدهشة فإن المرء إذا ما تلفت حوله فسوف يكتشف أن تلك حقيقة وليست ادعاء. ذلك أن ثمة شواهد عدة تدل على أن دوائر وأنشطة عديدة فى بر مصر قد تم تقفيلها لحساب النظام الحاكم وأركان حزبه وأن أذرع النظام لم تتوقف عن تقفيل كل ما طالته أيديها.


(2)

لن نطيل الحديث عن تجربة الانتخابات التشريعية، بعدما أصبح قارئ الصحف اليومية على بينة مما جرى فيها، ولم يعد الأمر يحتاج إلى مزيد من كلام.

لكنى أذكر فقط بأن التقفيل لم يكن مقصورا على ما تم لصالح الحزب الوطنى فى لجان الانتخابات، ولكنه طال عملية تغطية الانتخابات ومتابعتها إعلاميا.

وتمثل ذلك فى منع منظمات المجتمع المدنى الجادة من مراقبة الانتخابات، وفى حجب بعض البرامج التليفزيونية وإقصاء مقدميها (إبراهيم عيسى وعمرو أديب مثلا) وتهديد وتخويف أصحاب القنوات الخاصة، وترويع مقدمى البرامج الحوارية من خلال الرقابة اليومية والإنذارات، ذلك غير إغلاق 12 قناة فضائية وإنذار فضائيات أخرى. وفى نفس الوقت التضييق على حركة المراسلين الأجانب وعدم السماح لمكاتب الفضائيات الخارجية باستخدام البث المباشر فى متابعة الانتخابات أو أية أحداث أخرى تقع فى الشارع، من خلال وضع شروط تعجيزية لذلك.

بين أيدينا نموذج طازج لحملة التقفيل لم يمض عليه أكثر من 48 ساعة. ذلك أن المحكمة الدستورية العليا عقدت جلسة يوم الأحد الماضى 5/12 (لم أتعرف على نتيجتها بسبب موعد تسليم المقالة) للنظر فى طعن مقدم فى قانون تنظيم الانتخابات النقابات المهنية رقم 100 الصادر فى سنة 1993. وهو الذى سلب اختصاص النقابات فى تحديد مواعيد فتح باب الترشيح لرئيسها وأعضاء مجلس إدارتها، وفى تحديد المقار ومراجعة كشوف أعضائها.

وأحال ذلك الاختصاص إلى رئيس محكمة جنوب القاهرة الابتدائية. وبمقتضاها لم تعد أى نقابة مهنية مخولة فى إجراء أى انتخابات إلا إذا صدر قرار بذلك من رئيس المحكمة المذكورة. وكان ذلك قيدا قانونيا أريد به شل حركة النقابات المهنية الفاعلة.

وحين سلب اختصاص النقابات فى إجراء انتخاباتها وأصبح ذلك مرهونا بقرار رئيس المحكمة، فإن العملية أصبحت خاضعة فى حقيقة الأمر لتقدير الأجهزة الأمنية.

وكانت نتيجة ذلك أن أهم 8 نقابات مهنية فى مصر لم تجر فيها أية انتخابات منذ فترة تراوحت بين 15 و19 سنة. فإما أنها وضعت تحت الحراسة كما فى نقابة المهندسين التى منعت فيها الانتخابات منذ 19 عاما. أو تم رفض إجراء انتخابات جديدة، كما فى نقابة الأطباء التى يرأسها الدكتور حمدى السيد منذ 16 سنة، أما نقابات الصيادلة والبيطريين وأطباء الأسنان والمعلمين والتجاريين والزراعيين فقد وضعت تحت الحراسة منذ ذلك الحين وإلى الآن. ولم تسمح الأجهزة الأمنية بصدور قرارات إجراء الانتخابات إلا بالنسبة للممثلين والموسيقيين والممرضات والمرشدين السياحيين

ليس ذلك أعجب ما فى الأمر. لأن العجيب أيضا أن قانون تفعيل النقابات المهنية صدر فى سنة 93 خلال أربعة أيام. ولكن حين طعن فيه بالبطلان فإن تقرير مفوضى مجلس الدولة (الذى أيد البطلان) استغرق إعداده تسع سنوات كاملة، علما بأن رأى المفوضين استشارى وليس ملزما
.
ما حدث مع النقابات المهنية تكرر مع أندية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، ذلك أنه حتى أواخر الثمانينيات كان أساتذة كل جامعة يختارون مجلس إدارة ناديهم، وكان يعقد كل سنة مؤتمر عام للأندية، ولكن دعاة التقفيل نجحوا فى تأميم تلك الأندية من خلال إجراء انتخابات وهمية كتلك التى حدثت فى مجلس الشعب.

وحين استعصى ذلك فيما خص جامعة القاهرة. فإن محافظ الجيزة أصدر ــ لأول مرة فى تاريخ التجربة ــ قرارا بحل مجلس للإدارة تم انتخابه فى شهر أبريل عام 2009، ونص القرار على إعادة الانتخابات فى ديسمبر من السنة ذاتها. وقبل الانتخابات الجديدة بأسبوع قامت وزارة التضامن بشطب أسماء المرشحين من أعضاء مجلس الإدارة السابق.

ورغم أنهم حصلوا على حكم بحقهم فى الترشح، إلا أن الحكومة رفضت تنفيذه.

وأجريت انتخابات هزلية كانت نتيجتها لصالح خطة إحكام تقفيل نوادى أعضاء هيئات التدريس بالجامعات.

وإذا كان ذلك يحدث مع الأساتذة. فلك أن تتصور ما يحدث بالنسبة للاتحادات الطلابية.

هذا المناخ الضاغط على الجامعات الذى تقوم فيه الأجهزة الأمنية بالدور الرئيسى، حتى أصبحت لها كلمة فى تعيين القيادات الجامعية خصوصا العمداء، هو الذى أفرز حركة 9 مارس التى تبنت الدعوة لاستقلال الجامعات. وهى التى نجحت فى كسب قضية إلغاء وجود الشرطة فى الجامعة.

ومعروف ما جرى لعدد من كبار الأساتذة الذين يمثلون الحركة حين ذهبوا إلى جامعة عين شمس لاطلاع طلابها على حكم المحكمة، فسلط عليهم نفر من البلطجية لإفساد مهمتهم.

وحين حدث اشتباك فى حرم الجامعة جراء ذلك، فإن رئيسها أصدر بيانا ندد فيه بزملائه من الأساتذة، ونشرت الصحف أن الأساتذة أحيلوا إلى التحقيق. بينما لم يحاسب أحد من البلطجية!


(3)

حملة التقفيل لم يسلم منها القضاء، وإن اتبعت معهم أساليب أخرى نظرا لحساسية وضعهم. فمعروف مثلا كيف ضرب تيار استقلال القضاء، ولم يهدأ للأجهزة الأمنية بال و(الحكومة بطبيعة الحال) إلا بعد أن تم إقصاء رموز ذلك التيار من نادى القضاة.

وإذا كانت الحيل القانونية والبلطجة قد استخدمت فى اختراق النقابات المهنية والهيمنة على نوادى أعضاء هيئات التدريس بالجامعات، فإن «الغواية» كانت السلاح الذى استخدم لتحقيق المراد بالنسبة للقضاة.

صحيح أن هذا الاسلوب لم ينجح مع البعض، إلا أن أحدا لا ينكر أنه حقق نجاحا مع آخرين.

كان الإغداق والتمييز المادى هو أهم سلاح اتبع «لتليين» البعض والربط بين درجة «مرونتهم» وبين ما يحصلونه من أجور ومكافآت تتحقق من خلال أبواب عدة.

وهذه تتراوح بين الانتدابات فى داخل البلاد وخارجها، وبين الإعارات وعضوية اللجان، غير المكافآت التى تصرف فى المناسبات المختلفة، الانتخابات من بينها. وللعلم فإن بعض تلك المكافآت تصل إلى مئات الألوف من الجنيهات.

وهذه تمنح للمرضى عنهم أولا وللمرشح لنيل ذلك الرضا ثانيا، ويحرم منها الذين يستعصى تطويعهم ويشك فى «تجاوبهم».

ثمة أسلوب آخر للإغواء يستخدم سلاح مد الخدمة بعد بلوغ سن التقاعد. وهو ما تلجأ إليه الحكومة فى شغل بعض المناصب القضائية الحساسة التى يهمها أن تطمئن فيها إلى «رجالها».

ولايزال يذكر القضاة أن بعضا من أساطينهم رفضوا المد، فى مقدمتهم المستشارون وجدى عبدالصمد ويحيى الرفاعى وفريد فهمى الجزايرلى. وما إن تركوا الخدمة حتى انفتحت سوق مد الخدمة على مصارعها، بحيث إن القضاة الذين كانوا يحالون إلى التقاعد فى سن الستين، أصبحوا الآن يحتفظون بوظائفهم إلى سن السبعين
.
وإلى جانب هذا وذاك فإن الحكومة ظلت تعمل على توسيع صلاحيات وزير العدل فى التعامل مع القضاة، بحيث أصبحت نصف مصالحهم فى مكتب الوزير ــ كما قال أحد كبار المستشارين ــ فى حين أن كل أمورهم المادية أصبحت فى يده
.


(4)

لا يحتاج إلى بيان اختراق الأجهزة الأمنية للأحزاب التى توصف بأنها معارضة، مع أن أغلبها ليس أكثر من أجنحة للحزب الحاكم ولا هيمنتها على الصحف القومية واختراقها للصحف الأخرى. أما حضورها فى الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى فلا جدال فيه. ولم يعد سرا أن رأى تلك الأجهزة حاسم فى تعيينات موظفى الحكومة خصوصا فى الوظائف الحساسة أو التى لها صلة بالرأى العام. وأئمة المساجد ضمن الشريحة الأخيرة (قال لى أحد كبار المسئولين فى وزارة الأوقاف إن الأجهزة الأمنية اعترضت على تعيين بعض أئمة المساجد، وحين أبلغت بأن الوزارة بحاجة إليهم كان الرد أن لدى أمن الدولة 12 إماما جاهزين للعمل فى أى لحظة

يكمل الصورة ويوثقها ما ذكره المستشار طارق البشرى فى كتابه «مصر بين العصيان والتفكك» حين وصف الوضع الراهن فى مصر بأنه نموذج لما أسماه «شخصنة الدولة» وعرف الشخصنة فى هذه الحالة بأن: القائم عليها لا تربطه عائلة قبلية ولا نقابة أو جماعة دينية ولا حزب سياسى أو طبقة اجتماعية. وهو يسيطر بذاته على مفاتيح السلطة، وتصير آلة الحكم وأجهزته كلها تحت إمرته.. وهو يتغلب على ضغط عمال الدولة عليه بأن يشخصن الفئة المحيطة به من العاملين معه بإبقائهم فى وظائفهم أطول مدة ممكنة، بحيث تحل العلاقات الشخصية محل علاقات العمل الموضوعية.. ومن ثم كان صفة لازمة للدولة المتشخصنة هى أن تسعى دائما إلى تثبيت الأمر الواقع ومقاومة التغيير حتى وإن ادعته.
فى هذا السياق نبه المستشار البشرى إلى ما ابتدعه قانون صدر فى عام 1991 بشأن الوظائف القيادية فى أجهزة الدولة المدنية، قرر أن يكون التعيين فيها عن طريق المسابقة وبشكل مؤقت لا يتجاوز ثلاث سنوات وقد يقل. وهو ما قد لا يخلو من مزايا، إلا أنه يهدر عنصر الكفاءة التى توفرها الخبرة والأقدمية، كما أنه يجعل مصير كل القيادات فى البلد تحت رحمة رضا السلطة. أضيف من جانبى أن ذلك يعنى أن القيادات ــ وقد سلط على رقابها هذا السيف ــ سيظل شاغلها طول الوقت هو كيفية استجلاب ذلك الرضا بمختلف السبل. ولن يصبح أداء الموظف أو كفاءته أو استقامته هو المعيار لاستمراره فى وظيفته، ولكن كلمة الأمن التى لا ترى غير الولاء ستظل العنصر الحاسم فى ذلك

هل بالغنا حين قلنا إننا بصدد تقفيل مصر كلها لصالح النظام القائم؟ وهل يدرك الذين يديرون العملية عاقبة ومخاطر ما يفعلون، خصوصا فى أوساط الأجيال الجديدة التى من حقها أن تحلم بغد أفضل، وتكتشف أن أفق المستقبل مسدود وأن كل البلد صار رهينة لدى الحزب الحاكم؟

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

كنت أحاكمهم.. و أصبحت منهم أحمد بك كامل رئيس المحكمة التى كانت تحاكم الاٍخوان !!

من طرائف التاريخ ، أن رئيس المحكمة المستشار أحمد كامل بك وكيل محكمة استئناف القاهرة الذى كان يحاكم الأخوان فى قضية المعروفة باسم قضية السيارة الجيب

[ وملخصها أن البوليس قبض على مجموعة من الأخوان معهم أسلحة وذخائر معدة للمجاهدين فى فلسطين واستغرقت جلساتها تسعاً وثمانين جلسة (من عام 1948 – 1951)]

المهم أن المستشار أحمد كامل ذكر في حيثيات الحكم الذي نطقت به المحكمة التي كان يرأسها ما يلي :

وحيث أنه سبق للمحكمة أن استظهرت كيفية نشأة جماعة الإخوان المسلمين، ومسارعة فريق كبير من الشباب إلى الالتحاق بها ، والسير على المبادئ التي رسمها منشؤها والتي ترمي إلى تطهير النفوس مما علق أو عساه أن يعلق بها من شوائب ، وإنشاء جيل جديد من أفراد مثقفين ثقافة رياضية عالية ، مشربة قلوبهم بحب وطنهم ، والتضحية في سبيله بالنفس والمال ، وقد كان لا بد لمؤسسي هذه الجماعة لكي يصلوا إلى أغراضهم أن يعرضوا أمام الشباب مثلاً أعلى يحتذونه وقد وجدوا هذا المثل في الدين الإسلامي وقواعده التي رسمها القرآن الكريم والتي تصلح لكل زمان ومكان فأثاروا بهذا المثل العواطف التي كانت قد خبت في النفوس وقضوا على الضعف والاستكانة والتردد وهي الأمور التي تلازم – عادة – أفراد شعب محتل مغلوب على أمره ، وقام هذا النفر من الشباب ، يدعو إلى التمسك بقواعد الدين ، والسير على تعاليمه ، وإحياء أصوله سواء أكان ذلك متصلاً بالعبادات والروحانيات ، أم بأحكام الدنيا.

(ولما وجدوا أن العقبة الوحيدة في سبيل إحياء الوعي القومي في هذه الأمة، هو جيش الاحتلال – الإنجليزي – الذي ظل في هذا البلد قرابة سبعين عاماً ، تخللتها طائفة من الوعود بالجلاء .. كما كان بين المحتل وبين فريق من الوطنيين الذين ولوا أمر هذا البلد مباحثات ومفاوضات على أقرائها الأمور، ليخلص الوادي (مصر) لأهله، ولم تنته المفاوضات والمجادلات الكلامية إلى نتيجة طيبة ، ثم جاءت مشكلة فلسطين وما صاحبها من ظروف وملابسات) إلى آخر هذه الحيثيات التي قدمها رئيس المحكمة قبل النطق بالحكم على الشاب مصطفى مشهور مع 27 عضواً من إخوانه البررة في حين حكمت عليه المحكمة الثورية بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة ، خلال ثلاثة دقائق فقط ، يا للعجب والتفاهة !!
ومن الطريف أن نذكر أن رئيس المحكمة الأستاذ المستشار كان مقدراً لهؤلاء الشباب الذين يحاكمهم ، وأعجب بجرأتهم وإخلاصهم ، وتفانيهم في سبيل دعوتهم ، الأمر الذي جعله يستقيل من القضاء وينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ويؤلف كتاباً وينشر ويقول : (كنت أحاكمهم.. و أصبحت منهم) دعا فيه الشيوخ والشباب إلى الالتحاق بتنظيم الإخوان الذي أفرز هؤلاء الرجال الذين أقنعوا قاضيهم بحقهم ، وبأصالة ما يدعون إليه.

محمود شعوذة يناديكم !!!

وهذه أيضا خاطرة سريعة كتبتها عام 2007 عندم أعتقل الدكتور على عبد اللاه ومجموعة من الإخوان :

وشعوذة شخصية حقيقية بنفس الإسم وهو مسجل سرقة وبلطجة وجميع أنواع وأشكال الإجرام لكنه فى الأيام الأخيرة بدأ يصلى ويصوم ويقوم الليل !!!ايه السبب ؟ السبب أنه عاش مع الدكتور على عبد اللاه عدة أيام فى سجن المستقبل !! يعنى لو حضراتكم قرأتم رسالة الدكتور التى نشرها محب البرمجة فى نفس الباب - موضوع ادعوا للدكتور على والأخوان- تعرفوا أن الجن لو اتحبس مع الآخوان هايبقى إخوان بفضل الله!!!

وأنا أرى من فضائل الحزب الوطنى أنه بيحبس الإخوان حاليا مع الجنائيين لأن دا بيساعد أن الإخوان يطلعوا مش على المجتمع وإنما على قاع المجتمع !!! وهناك قصص كثيرة ومثيرة جدا عن عالم السجون يرويها أخونا الدكتور على بقلمه الشيق سنذيعها عليكم من خلال مدونة الدكتور على التى يتم الإعداد لها حاليا

عايز أقول أن محمود شعوزة أخد حكم بالسجن 3 سنوات فى قضية يصدقها فيها الدكتور على أنه برئ منها وهو لاينكر أنه مجرم عتيد فى الأجرام وسيتم ترحيلة الى سجن بورسعيد غدا السبت 19/5 وعنده أسرة وأربعة أطفال وأم كفيفة وسنبدأ انشاء الله فى تدشين حملة لرعاية أسر المسجونين وحمايتهم فنرجو من الجميع المشاركة ولو بالرأى وستكون البداية بأسرة شعوذة فما رأيكم ؟!!!

عمرو نشأت الحبيب الذى فارقته

هذه خاطرة سريعة كتبتها بعد الخروج من معنقل وادى النطرون عام2008 أنقلها للذكرى :

إذا ذكر اسم عمرو نشأت تداعت مجموعة من الصفات والأخلاق الكريمة لعل أولها الأدب الشديد والهدوء والأناة والحب لدينه ودعوته حتى ملأت كل كيانه -نحسبه كذلك والله حسيبة - صاحبته أكثر من شهرين فوجدته على صلابته فى الحق يملك قلبا رقيقا تترقرق الدموع فى عينيه اذا غضب منه أحد أخوانه - وهو أمر نادر - يحب زوجتة وأم بناته الصغيرات الثلاث آمنه وفاطمة وعائشة يملك قلبا صافيا فيه براءة الأطفال تسمع ضحكته المجلجلة اذا سمع طرفة وتلمع عيناه فى دهشة مثل طفل برئ اذا كنت نائما بجواره فلا تنزعج اذا قمت من نومك مذعورا إثر لطمة قوية على وجهك فهو يتقلب فقط فى فراشه !! كذلك اذا سمعت جلبة فى المطبخ وأوانى تسقط وأكواب تتكسر فلا تنزعج أيضا فالأخ عمرو يعد كوبا من الشاى !!!

سعدت بصحبتك يا أخى الحبيب وأسأل الله لك الفرج القريب

قصة الأيدى المتوضئة

".. ولما قُضيت الصلاة ماج الناس، إذ انبعث فيهم جماعة من الشباب يصيحون بهم ويستوقفونهم ليخطبوا فيهم، ثم قام أحدهم فخطب، فذكر فلسطين وما نزل بها، وتغيُّر أحوال أهلها ونكبتهم وجهادهم واختلال أمرهم، ثم استنجدوا واستعان، ودعا الموسِر والمخف إلى البذل والتبرع وإقراض الله تعالى، وتقدم أصحابه بصناديق مختومة فطافوا بها على الناس يجمعون فيها القليل والأقل من دراهم هي في هذه الحال دراهم أصحابها وضمائرها..

وأخرج القروي كيسه فعزل منه دراهم وقال: هذه لطعام أتبلّغ به ولأوبتي إلى البلد، ثم أفرغ الباقي في صناديق الجماعة، واقتديت أنا به فلم أخرج من المسجد حتى وضعت في صناديقهم كل ما معي، ولقد حسبت أنه لو بقي لي درهم واحد لمضى يسبني ما دام معي إلى أن يخرج عني، قال أحد الشيوخ في المسجد للشاب: ممن أنت يا بني؟ قال: أنا من جماعة الإخوان المسلمين".


هذه السطور البليغة من مقالٍ لأديب العربية الكبير "مصطفى صادق الرافعي"، كتبه بعد أن شاهد نفرًا من شباب الإخوان المسلمين في المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، يعرفون الناس ب قضية فلسطين، ويجمعون التبرعات لها،

ولم يكن الشاب الخطيب الذي استنجد واستعان ونبّه الغافلين، وأثار الشجن في نفوس المصلين، وحمل الناس على التبرع والبذل سوى الأستاذ "عبد الحكيم عابدين" الذي قصده "الرافعي" هو ورفاقه بمقالة رائعة بعنوان (قصة الأيدي المتوضئة).

وللإخوان فى عالم الرياضة تاريخ















كنت أقرأ فى تاريخ الأخوان فوجدت أن البطل سيد نصير كان يحمل علم ضخما للإخوان ويتقدم جوالة الأخوان فى مشاركة الإخوان فى احتفال المصريين بجلوس فاروق على العرش عام1937 كان فاروق أيامها صغيرا عمره18 سنه ويلقب بالملك الصالح وكان حريصا على الصلاة فى المساجد والأحتفال بالمناسبات الإسلامية والتقرب من الشعب المهم بحثت عن تاريخ السيد نصير فوجدت الآتى :


هو الرياضى الوحيد الذى قال فيه أمير الشعراء أحمد شوقى شعرا وهو :

شرفا نصيرا إرفع جبينك عاليا ** وتلق من أوطانك الأكليلا
ياقاهر الغرب العتيد ملأتهم ** ثناء مصر على الشفاه جميلا
إن الذى خلق الحديد وبأسه ** جعل الحديد لساعديك ذليلا

بطلنا هو السيد محمد نصير وإسم الشهرة سيد نصير الإسم قد لايعلمه العديدين لكنه بالتأكيد شخصية تستحق أن نلقى الضوء عليها ، ببساطة سيد نصير هو أول بطل أوليمبى مصرى يعتلى منصة التتويج فى الأوليمبياد ويحقق ميدالية ذهبية لمصر فى لعبة رفع الأثقال ..

بدايته مع اللاعبة كانت من مولد السيد البدوى

نشأ سيد نصير فى قرية شوبر بمحافظة طنطا وكانت ولادته فى 31 أغسطس عام 1905 عشق الرياضة منذ صغره وبرز فى مدرسة طنطا الثانوية حيث كان عضوا بارزا بفريق الجمباز وألعاب القوى وكان يمارس أيضا رمى الجلة والقرص والرمح والوثب العالى والطويل ،

وفى يوم ذهب نصير ليشاهد مولد السيد البدوى فشهد ألعاب البطل المصرى القديم عبد الحليم المصرى صاحب الفضل فى نشر لعبة رفع الأثقال فى مصر ،

وفى صبيحة اليوم التالى عاد سيد نصير إلى مدرسته ليكون فريقا لرياضة رفع الأثقال وينبغ نصير فى هذه الرياضة ويفوز ببطولة مصر عام 1925 ويحتفظ بها حتى عام 1928 ،

وقد إشترك سيد نصير فى أول بطولة أوليمبية عام 1928 بامستردام وفاز بها محققا أول ميدالية ذهبية لمصر فى التاريخ الأوليمبى .

فاز ببطولة العالم مرتين وإحتفظ برقم قياسى لمدة 15 عاما


ويعتبر سيد نصير أول بطل عالمى لمصر فاز ببطولة العالم فى رفع الأثقال للوزن الثقيل عام 1930 فى ميونخ وعام 1931 فى لوكسمبورج ، وقد ظل رقم النطر باليدين مسجلا بإسمه لمدة 15 عاما وهو167 كجم ولم يتمكن من إنتزاعه منه إلا قريبه البطل المصرى محمد جعيصة حيث سجل 5و170 عام 1945 ..


وسام الرياضة من جمال عبد الناصر!!!

وبعيدا عن الرياضة فقد عمل البطل العالمى السيد نصير فى وزارات الزراعة والحربية والتعليم وموظف بوازرة الشئون الإجتماعية ثم وكيلا لوزارة الشباب ثم رئيسا لنقابة المدربين ثم وكيل مساعد بوزارة الشباب فى 11-2 1964 ، ثم مدير فنى متفرغ للمجلس الأعلى للكشافة والمرشدات فى 1- 12 - 1965 ، أما بالنسبة لمساهماته فى تطوير الرياضة بمصر فقد ساهم سيد نصير بشكل كبير فى إنشاء الساحات الشعبية وفى إعداد الكثير من اللوائح والقوانين الرياضية وقام بتأسيس قسم الرياضة بوزارة الشئون الإجتماعية وقد منح نصير وسام النيل فى الأربعينات ووسام الرياضة من عبد الناصرفى 23- 10 1965

توفى عن عمر يناهز 69 عاما

أما بالنسبة لحياته الشخصية فقد كان السيد نصير متزوجا ولديه 3 أولاد وقد وافته المنية عام 1974 عن عمر يناهز 69 عاما وقد حصلت زوجته على معاش 48 جنيه بعد وفاته ، رحم الله البطل الذى حقق إنجازات لرفع الأثقال المصرية لم يتمكن أى رباع من بعده تحقيقها ، لكن التكريم الوحيد الذى حظى به هو وجود بطولة دولية تقام بإسمه فى الإسكندرية وبدأت منذ عام 1977 ..


كما كان للإخوان 8 فرقٍ للسباحة يُشرف عليها السباح العالمي الأخ حسن عبد الرحيم.

وقد تابعت مجلة الإخوان أنباء بطولات السباح الدولي العالمي حسن عبد الرحيم، ومن أمثلتها:

"سجَّل الأخ حسن عبد الرحيم بطل الجيش المصري ومدرب الإخوان رقمًا قياسيًّا في سباق 200 متر وقطع المسافة في دقيقتين وخمس وعشرين ثانية ونصف".

وفى عدد آخر تقول المجلة :

- شخصية رياضية فذة: الأخ حسن عبد الرحيم البطل العالمي في السباحة:

"يوزباشي حسن عبد الرحيم- صعيدي المولد والنشأة، وُلد تحت سفح الجبل فتعلم الكفاح أسمر- رقيق- مؤدب- مهذب- عريض المنكبين- مؤمنًا- عاملاً- ما أجمله جالسًا في حلقاتِ العلم والدرس مستمعًا، وما أعذب صوته في الصلاةِ للقرآنِ مرتلاً".

وتنقل الدعوة موقفًا أخلاقيًّا عاليًا ونادرًا لا يتكرر كثيرًا قام به البطل حسن عبد الرحيم خلال سباق النيل الدولي؛ حيث ضحى بالجائزة من أجل أن ينقذ بعض المشاهدين الذين سقطوا فى النيل بسبب التدافع0

تواصل المجلة :

إن "تسابق أهل الفوضى وتدافع الأنانيين وطيش الحمقى يُعرِّض للخطر أرواحًا بريئةً خرجت من ديارها لا تبغي شرًّا ولا تدري ما يخبئه القدر، ويتلقف الموج المترقب أجساد الضحايا وأكثرهم قد جاء ليشاهد أبطال السباحة وما يدري شيئًا عن السباحة ولا يجيد.

وحسن عبد الرحيم الرجل الذي شبَّ على تقوى الله، وكان من تلاميذ حسن البنا، يرى هذا المنظر.. ولم يكن الرجل ليتردد في موقفه.. فيترك السباحين وقد انطلقوا إلى الألقاب والجوائز والمال والذكر العريض، ويسرع نحو المتردين في اليمِّ فيحملهم واحدًا واحدًا إلى شاطئ الأمان.

وينتهي السباق ويقف الفائز الأول بالجائزة وتبكي زوجته فرحًا بفوزه، ويخرج البطل بين التصفيق والهتاف وحفاوة الجماهير، ولكنَّ هناك رجلاً آخر لم تُصفق له الجماهير ولم ينل جائزة مالية.. هذا الرجل يرى الخيرَ هو الهدف وهو قصب السبق مهما تنوعت مظاهر هذا الخير، ويرى أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.

فخبرني أيها القارئ وقد شاهدت السباق أو سمعت به، خبرني وقد شاهدت المتسابقين أو سمعت بهم، خبرني أيهم فاز؟".

هل تعلم أنه كان للإخوان 99 فريقًا لكرة القدم في أنحاء مصر، وأنه تمَّ تسجيل فريق منتخب القاهرة للإخوان في الاتحاد المصري لكرة القدم، وضمَّ فريق الإخوان بالقاهرة عددًا من اللاعبين الدوليين المشهورين في مجال كرة القدم كعبد الرحيم وعمر شندي. نجما نادى الزمالك فى الأربعينات )

وكان من اللافت للنظر في مباريات فرق الإخوان مع غيرها من الأندية حرص أفراد فريق الإخوان على إقامة صلاة العصر بين شوطي المباراة.


عوده إلى السباح العالمى حسن عبد الرحيم بالبحث أكتشفت أنه من أوائل من عبر المانش واليكم هذه المعلومة :

يعتبر سجل السباحين الذين عبروا المانش حافلاً بأسماء عدد من الأبطال العرب المرموقين. فكان البطل المصري إسحاق حلمي أول سباح عربي يعبر المانش عام 1928م. وعبر بعده كثيرون يتقدمهم حسن عبدالرحيم الذي عبر المانش لأول مرة عام 1948م، ثم عبر المانش من إنجلترا إلى فرنسا عام 1949م، ومن فرنسا إلى إنجلترا عام 1950م. كذلك عبر المانش البطل مرعي حسن حماد عامي 1949م و1951م. وعبر البطل عبداللطيف أبوهيف المانش عام 1951م. كما عبر المانش كل من عبدالمنعم عبده، ومحمد بكر، وسيد العربي عام 1952م

نرجع من الأول موضوع سيد نصير وكنت نقلت ما قرأته أن شوقى قال فيه شعرا ويعتبرهو الرياضى الوحيد الذى قال فيه أمير الشعراء أحمد شوقى شعرا وهو :

شرفا نصيرا إرفع جبينك عاليا ** وتلق من أوطانك الأكليلا
ياقاهر الغرب العتيد ملأتهم ** ثناء مصر على الشفاه جميلا
إن الذى خلق الحديد وبأسه ** جعل الحديد لساعديك ذليلا

الجديد أنه بالبحث أيضا وجدت بيت لم يذكر ولا أدرى لماذا أكتفى من نشر الموضوع بالأبيات الثلاثة فقط واهمل البيت الرابع الذى يقول :

لم لا يلين لك الحديد ولم تزل ….. تتلو عليه وتقرأ التنزيلا

الدكتور محمد طه ماذا تصنعين يامصر بأبنائك؟!!







الدكتور محمد طه وهدان نموذج مشرف للشباب المصرى فى كل لميادين على المستوى العلمى فهو أستاذ بكلية الزراعة وعضو متخب لنادى أعضاء هيئة التدريس على المستوى الأجتماعى فهو قاض عرفى يشارك فى حل عشرات المشاكل ويسعى فى الصلح بين الناس على المستوى السياسى فهو يحظى بثقة واحترام كافة الأتجاهات السياسية على المستوى الأنسانى فهو ألف مألوف يحبه طوب الأرض لبساطته ودماثة أخلاقه
على كل المستويات فهو يشرف أى هيئة أو جماعة ينتمى اليها ومع ذلك كله أو ربما بسبب ذلك كله فهو ضيف دائم فى سجون مبارك قضى 3 سنوات ظلما فى المحاكمة العسكرية الأولى عام 95 صايرا محتسبا وحصل أثنائها على درجة الدكتوراه
ثم قضى قرابة العام فى سجون الظالمين العام الماضى بتهمة مضحكة هى السعى الى تصنيع طيارة بدون طيار لحماس مع أننا فى مصر المحروسة نستورد الطائرات اللعبة من الصين !!!!

وهاهو الآن يخرج من حبس أحتياطى ظالم الى أعتقال غاشم وعندما حان موعد خروجه الأثنين الماضى فاذا بالظالمين يلفقون له التهمة الثالثة على التوالى فيحبسونه على ذمه القضية الأخيرة والمتهم فيها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح

ويحك بامصر ماذا تصنعين بأبنائك وهل تنتظرون فرجا أوخيرا والشرفاء يغيبون خلف الأسوار والحرامية والشواذ يتربعون على الكراسى00000 لانامت أعين الجبناء

الأحد، 7 نوفمبر 2010

ماذا لو غاب الإخوان؟ قطب العربى

مقال رائع كتبه الأسناذ قطب العريى أنقله هنا لأهميته:

فى ليلة رمضانية وبعد مشاهدتى لأكثر من عشر حلقات من مسلسل الجماعة، جلست أفكر هل وجود الإخوان أمر مهم لمصر والعالم الإسلامى؟ وهل هذا الوجود ضرورة فعلية للدعوة الإسلامية؟ ألا يمكن أن يقوم بدورهم الأزهر والجمعيات والجماعات الدينية الأخرى؟ هل أضافوا شيئا لتدين الشعب المصرى؟ وهل إذا غابوا أو اختفوا عن الساحة يتعرض الإسلام لمصيبة كبرى؟ وماذا قدموا للأمة الإسلامية ولقضاياها الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل قضية فلسطين والفقر والجهل والمرض؟ وهل كسبت مصر شيئا بجماعتهم أم أنها خسرت كثيرا؟ وهل تركوا أية بصمات إيجابية على المجتمع المصرى الذى نشأوا وترعرعوا فيه أم تركوا بصمات سلبية؟ هل تحسنت أخلاقيات الشعب بسبب دعوتهم أم ازدادت سوءا ؟ هل كان من الأفضل أن يقتصروا على الدعوة وتربية المجتمع تربية إسلامية؟ أم الأفضل أن ينخرطوا أيضا فى العمل السياسى؟ هل يشعر الناس فعلا بدور الإخوان المسلمين سواء الدعوى أو الخدمى أو السياسى؟ أم أن الفائدة تقتصر على أفراد الجماعة فقط؟

أسئلة كثيرة بعضها ربما مكرر وبعضها متداخل مع البعض الآخر وبعضها يفتح الباب لتساؤلات أخرى لكن التعرض لها جميعها أو غالبيتها سيعطى فكرة أوضح عن هذه الجماعة التى أصبحت مادة إلزامية على كل وسائل الإعلام سواء المحبة أو الكارهة لهم، فكل من يريد انتشارا واسعا وتوزيعا كثيفا لابد أن يتعرض للإخوان إن بالخير أو بالشر، ومعظم الحكومات العربية والإسلامية تتوجس منهم خيفة وتنكل بهم وتفتح خزائنها لمن يهاجمهم.

حين أسس حسن البنا جماعة الإخوان فى الإسماعيلية فى العام 1928 كان ذلك بعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية فى تركيا على يد الكماليين، وكانت مصر ترزح تحت الاستعمار البريطانى الذى نجح فى إحلال الكثير من عادات وقيم وأخلاقيات المجتمعات الغربية فى المجتمع المصرى، كانت دور البغاء مصرحا بها بشكل رسمى ولها مقار معروفة يتردد عليها من يريد تحت حماية الدولة وكانت محال بيع الخمور والحانات تنتشر فى كل مكان بشكل علنى وقانونى، وكانت المساجد تشكو الهجر ولا يؤمها إلا الطاعنون فى السن، وكانت المحاكم الحديثة لاتحتكم للشريعة الإسلامية بل لقوانين المستعمر، كان الجهل والأمية هما سمة غالبية المصريين الذين كان مستحيلا على غالبيتهم الذهاب للمدارس والجامعات، كانت الأمراض توقع مئات الموتى والمصابين سنويا بل شهريا دون أن يتمكن المواطنون من الذهاب إلى مستشفى أو عيادة طبيب، وفى الشأن السياسى كانت قيادة الدولة المصرية ممثلة فى الملك وغالبية الأحزاب تأتمر بأوامر الإنجليز المستعمرين، وتتناحر فيما بينها على الفتات دون أدنى إهتمام بهموم ومصالح الشعب، وكانت فلسطين تتعرض لحرب عصابات للسيطرة عليها تطبيقا لوعد بلفور المشئوم، فى ظل هذه الأجواء نشأت جماعة الإخوان بهدف إعادة إحياء القيم والسلوكيات والقوانين والوحدة الإسلامية التى دمرها المستعمر وأعوانه من المستغربين، ومن وصفوا أنفسهم بالعلمانيين والليبراليين الذين سيطروا على وسائل الإعلام والتثقيف وسخروها للترويج لقيم المستعمر وسلوكياته بدعوى أن ذلك هو السبيل الصحيح للتقدم والرقى.

حين نشأت جماعة الإخوان لم تكن هى الوحيدة التى تتحدث باسم الإسلام فقد كان هناك الأزهر الشريف، وإلى جانبه كانت هناك جمعيات دينية مثل الجمعية الخيرية الإسلامية التى تأسست بعد 10 سنوات من دخول الاحتلال الإنجليزى أى سنة 1892 على يد الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وطلعت حرب، والجمعية الشرعية التى أسسها الشيخ محمود خطاب السبكى فى العام 1912، وكانت هناك جمعيتان كبيرتان تأسستا قبل عام أو عامين من تأسيس الإخوان هما جماعة أنصار السنة المحمدية التى أسسها العالم الأزهرى محمد حامد الفقى فى العام 1926 وجمعية الشبان المسلمين التى تأسست عام 1927، وإلى جانب هذه الجمعيات كانت هناك الطرق الصوفية المختلفة، أى أن الساحة الدينية كانت مليئة بالجمعيات والمؤسسات الدعوية لكن الحقيقة أن هذا الحشد الدينى لم يكن كافيا لمواجهة ما زرعه الاستعمار فى مصر، وما حل بالأمة الإسلامية من نكبات بعد سقوط الخلافة، فالأزهر الشريف هو مؤسسة علمية فى المقام الأول، رغم أنه قام بأدوار مقدرة على الصعيد السياسى والاجتماعى، والجمعيات الدينية الإسلامية تخصصت كل واحدة منها فى فرع من الفروع وركزت نشاطها فيه، ولم يكن مسموحا لها بحكم القانون العمل بالسياسة والشأن العام، والطرق الصوفية شارك أغلبها فى تسطيح وعى الشعب ونشر البدع والخرافات بينه، وصرفه عن مقاومة الاستعمار.

من هنا جاءت جماعة الإخوان بدعوة شاملة لكل مناحى الإسلام من دعوة وتربية وتعليم ورياضة وسياسة واقتصاد وقانون فى محاولة لإصلاح الخلل الذى لحق بهذه النواحى جميعا على أسس إسلامية.

بدأت الجماعة عملها كما هو معروف فى الإسماعيلية التى كانت فى حينها مقرا لقوات الاحتلال الإنجليزى ولشركة قناة السويس الإنجليزية الفرنسية، وكانت الإسماعيلية هى الأكثر تأثرا بالقيم الأوروبية التى جلبها المستعمر والمخالفة فى كثير منها للدين الإسلامى، وكان على دعوة الإخوان أن تدخل معركة مبكرة مع هذه القيم الوافدة الغريبة عن المجتمع المصرى ونجحت الجماعة فى ذلك حين قلصت أو أنهت بيوت البغاء وعمرت المساجد، وحاربت عربدة الجنود الإنجليز المخمورين، وأسست مدارس لمنح جرعة أكبر من التربية الإسلامية، ثم انتقل مقر الجماعة الرئيسى إلى القاهرة لاحقا ليشرف على مئات بل آلاف الشعب ( لجان لإخوان) المنتشرة فى قرى ومدن مصر من أقصى الصعيد وحتى شمال الدلتا ومن مدن القناة وحتى الحدود الغربية، وزاد عدد أتباعها إلى الحد الذى دفع كاتبا بحجم إحسان عبد القدوس لكتابة مقال بعنوان "الرجل الذى يتبعه نصف مليون"، وكان حديث الثلاثاء فى مقر المركز العام فى الحلمية (مقر قسم شرطة الدرب الأحمر حاليا) يجتذب آلاف المصريين فى مشهد يمتد حتى باب الخلق حسبما وصفته مؤخرا إحدى ساكنات ذلك الحى فى ذلك الوقت الكاتبة الكبيرة نعم الباز.

من الواضح أن الجماعات والجمعيات الدينية التى كانت قائمة فى مصر فى ذلك الوقت لم تكن كافية لمواجهة الغزو الثقافى والاجتماعى الغربى، ولم تكن قادرة على مواجهة موجة التحلل القيمى فى المجتمع، أو مواجهة حال التفكك فى الأمة الإسلامية، والتهديدات المتتابعة للدين الإسلامى والعقيدة الإسلامية، وذلك بسبب اقتصار تلك الجماعات والجمعيات على جزئيات بعينها، أو نشأتها فى أحضان النخبة وكبار الباشاوات والإقطاعيين الذين كانت مصالحهم تحول دون القيام بأدوار كبرى ومؤثرة، ومتعارضة بشكل سافر مع الاستعمار وأعوانه، ومن هنا جاء المنهج الجديد للإخوان بشموليته التى تجمع بين الدين والدنيا والعقيدة والشريعة والمصحف والسيف( فى إشارة إلى التقوى والجهاد)، وهو أمر لم يكن معهودا من قبل إلا فى كتابات بعض رموز الإصلاح مثل محمد عبده ورشيد رضا والأفغانى، لكن مشكلة هؤلاء الرواد أنهم كانوا أفرادا، وكان لهم مريدون، لكنهم لم يتحولوا إلى عمل جماعى منظم يحمل هذه الأفكار ويمشى بها بين الناس ويدعو إلى تطبيقها، ويضع الخطط والموارد اللازمة للتطبيق، وهو ما يذكرنا بالفقيه المصرى العظيم الليث بن سعد الذى قال عنه الإمام الشافعى: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به، وفى رواية إلا أنه ضيعه أصحابه"، فى إشارة إلى عدم قيام هؤلاء الأتباع بحمل مبادئ وتفاصيل المذهب ونشرها بين الناس والعكوف على شرحها وتطويرها وكتابة المؤلفات فى ذلك، كما فعل بقية تلاميذ الأئمة الآخرين الشافعى ومالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل، وربما تنبه حسن البنا إلى هذه التجربة فأراد أن يتجنب تلك الأخطاء، فكان أن حمل أفكار محمد عبده والأفغانى ورشيد رضا وطورها، وكون لها جماعة تسعى بها وتنشرها، وربما لولا ذلك ما كتب لتلك الأفكار أن تظل خالدة أو أن تصل إلينا.

لقد نقل الإخوان بالفعل العمل الإسلامى الحديث من خانة الجزئيات إلى خانة الشمول، ومن فقه الوضوء والحيض والنفاس إلى فقه الجهاد ومحاربة المنكرات، والتعامل مع قضايا العصر، وقدموا منهجا جديدا فى الدعوة والإصلاح، انتقل إلى الجماهير فى مواقع جديدة غير المساجد، وقدم نماذج جديدة للدعاة من غير رجال الأزهر، كما قدم نموذجا جديدا لأفراد يذهبون إلى أعمالهم ووظائفهم فى الصباح، ثم تجدهم فى ملاعب الرياضة، ومنها ينتقلون إلى المساجد، ولا يمنعهم ذلك من القيام بواجباتهم الاجتماعية الأخرى فى المجتمع المحيط بهم، وساهم بذلك بجهد كبير فى الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المصرى التى تعرضت لطعنات قوية على يد الاستعمار وأعوانه، وتمكنت دعوة الإسلام من إعادة الاعتبار لحجاب المرة المسلمة بعد أن كان ينظر إليه باعتباره مظهرا من مظاهر التخلف الحضارى ورمزا للريفيات فقط، وبلغ النجاح ذروته باعتبار الحجاب فى الوقت الحالى الزى الشعبى لغالبية المصريات.

كما خرجت مدارس الإخوان آلاف الطلاب الأكثر التزاما بقيم وسلوكيات دينهم، ونشر طلاب الإخوان الأخلاق الإسلامية فى الجامعة بعد أن كان ينظر إلى المتدينين نظرة سلبية بوصفهم " أريافجية" وبعد أن كان الباحث عن مجرد فتاة محتشمة( لا محجبة) كالباحث عن إبرة فى كوم قش، كما كان لمدارس الإخوان ومساجدهم وأفرادهم دور كبير فى محاربة الأمية، ونجحت مستشفياتهم ومراكزهم الطبية فى تقديم العلاج الاقتصادى لآلاف بل لملايين المصريين من خلال حوالى 25 فرعا للجمعية الطبية الإسلامية ناهيك عن عشرات بل مئات المستوصفات الملحقة بالمساجد، ورغم أن الإخوان لم يتعاملوا بعنف مع حانات الخمور التى انتشرت فى بر مصر فى الثلاثينات والأربعينات كما فعلت حركة مصر الفتاة إلا أنهم أسهموا بقدر كبير فى دفع هذه الحانات لإغلاق أبوابها بعد أن هجرها روادها المتأثرين بالدعوة الإسلامية، وكان للإخوان دور كبير فى مواجهة حملات التبشير التى كانت جزءا من الاستعمار، ونبهت الشعب لخطورة هذه الحملات، ولاحقت المبشرين أينما ذهبوا فى قرى مصر ومدنها.

ووقف الإخوان ضد مظالم الملك وسفاهاته حتى دفع مؤسس الجماعة حياته ثمنا لهذه المواقف حين رتب الملك عملية اغتياله فى شارع رمسيس، كما حاربوا مظالم الإقطاع وحرصوا على تجنيب دعوتهم لهيمنة الكبراء، وظلوا حريصين على التواجد بين صفوف الفقراء والبسطاء ولعل نظرة واحدة على بداية تأسيس جماعتهم تؤكد هذا المعنى إذ كان المؤسسون الأوائل مع البنا هم من فئة العمال والحرفيين.

وأعطى الإخوان قضية فلسطين اهتماما خاصا فى وقت برر فيه رئيس وزراء مصر تخاذله عن تلك القضية بأنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين!!، وجاب مندوبو الجماعة أرجاء القطر المصرى يجمعون التبرعات لمجاهدى فلسطين بل وتطوع عدد كبير منهم للقتال فى فلسطين، وقاموا بعمليات بطولية، وهو ما أكده لى شخصيا العديد من القادة القدامى الذين شاركوا فى حرب فلسطين وكان منهم الفريق فؤاد عزيز غالى واللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثانى الميدانى إبان حرب أكتوبر، بل انهم قدموا أعظم عطاء للقضية الفلسطينية من خلال فرعهم فى فلسطين وهى حركة حماس التى قادت المقاومة ضد الاحتلال حتى يومنا هذا إلى جانب شقيقاتها فى حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.

وحين عاد الإخوان للحياة العامة بعد تغييبهم فى السجون لسنوات طويلة فى الحقبة الناصرية، وكانت مصر قد تعرضت مرة أخرى لهجمة إباحية تغريبية أخرى جاءت هذه المرة من قبل المعسكر الشيوعى وأنصاره فى الداخل عاد الإخوان مرة أخرى لممارسة دعوتهم حفاظا على الهوية الإسلامية للمجتمع، ورعت قيادتهم براعم الصحوة الإسلامية فى الجامعات منذ منتصف السبعينات، حتى عاد الوجه الحضارى الإسلامى لمصر رغم أنف التغريبيين، وحين تخرج هؤلاء الطلاب الجامعيون حملوا الدعوة إلى مدنهم وقراهم ودخلوا بها إلى ساحات العمل العام مثل النقابات والنوادي، كما امتدت أيادى البذل والعطاء إلى الكثير من الفقراء والمحتاجين عبر العديد من أعمال البر، ووصلت أصداء دعوة الإصلاح إلى أماكن لم تصلها من قبل ولعل أبرزها مجلسى الشعب والشورى والمحليات والنوادى والنقابات.

نعود إلى عنواننا الرئيسى ماذا لو غاب الإخوان؟ وهل ستخسر مصر والأمة الإسلامية بغيابهم؟ عليك أن تتخيل بعد كل هذه الجهود فى إصلاح المجتمع ونشر القيم الإسلامية فيه ومواجهة حملات التغريب والتخريب المنظمة كيف سيكون الحال لو اختفى الإخوان تحت أى ظرف من الظروف. لن نبالغ أبدا وندعى أن الإسلام سيموت، فقد كان الإسلام قائما قبل دعوة الإخوان وسيظل قائما بهم أو بغيرهم، ولكن هل تستطيع أى من الجمعيات والجماعات الإسلامية القائمة مواجهة مخططات التغريب والتخريب للهوية والقيم ولوحدة الوطن والأمة كما يفعل الإخوان؟ ومن يستطيع مواجهة ظلم وتعسف النظام، وانتهاكه للقيم والقانون - حتى وإن لم يمنعوه تماما من ذلك الظلم - كما يفعل الإخوان؟، ومن الذى يمثل رعبا دائما للفاسدين والمستبدين والتغريبيين أكثر من الإخوان؟ إذن هى تساؤلات تجيب على تساؤلات والمجال مفتوح لمزيد من الاجتهادات.

السبت، 6 نوفمبر 2010

بناء المسجد ومشروع الإخوان العملى





بعض العلمانيين يطنطنون بواقعة تاريخية مصدرها -الوحيد- هو ما كتبه حسن البنا شخصيا فى مذكرات الدعوة والداعية ’ وأقصد تبرع شركة القناة بخمسمائة جنيه مساهمةفى بناء أول مسجد يقيمه الإخوان يحاولون ايهام الناس والتدليس عليهم بأن الإخوان لم تقم إلا بالمساعدات "الأجنبية"وهو اتهام مبتذل ومضحك وسخيف ’

ولعل أول من افترى هذه الفرية هو رفعت السعيد وتابعه من بعده آخرون .....والحقيقة الناصعة والمشرفة للإخوان ولحسن البنا أن بناء المسجد كان ملحمة رائعة لجماعة كانت مازالت تبدأ أول الخطوات فى طريق ممتد وطويل أعادت بامتياز للأمة ذاكرتها وهويتها.....

وفساد ما ذهب اليه العلمانيون والكارهون لدعوة الإخوان أمر سهل يسير نحدده فى ملاحظات سريعة:



1 - مصدر المعلومة هو ما كتبه حسن البنا كما سبق وليس الوثائق السرية للحكومات وأجهزة المخابرات التى تكشف بعد سنوات طويلة أسرارا رهيبة!!! ولو كان فى الأمر مايشين ما كتبه البنا


2-شركة القناة كانت تدير جميع مرافق مدينة الإسماعيلية فهى بحكم ارتباط انشاء المدينة لخدمة شركة القناة كانت الشركة مسئولة عن تخطيط الشوارع وانشاء وإدارة المرافق ومنح تراخيص البناء وإزالة التعديات .....بإختصار كانت الشركة تنوب عن الحكومة فى كل ما يتعلق بأمورها والتعامل معها تماما كأنه تعامل مع الحكومة المصرية " طبعا مصر بأكملها كانت تحت الإحتلال


3- ومع ذلك لم يذهب حسن البنا الى الشركة يطلب منها شيئا وإنما استعان بالله وحده وجمع قروش الإخوان البسيطةللبناء


4-قصة البناء كانت ملحمة رائعة أثبتت أن المصرى قادر على المقاومة والصمود والبناء نستكملها فى وقت قريب

الأحد، 30 مايو 2010

بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين:الدولة الزنكية الأيوبية والدولة العربية الحديثة:مقارنة ونتائج د.غازي التوبة

استمرت الحروب الصليبية ما يقرب من مائتي سنة، حتى تمكّن المسلمون أن يطردوا الصليبيّين بشكل كامل، لكننا نقف مشدوهين أمام معلم أساسي هو سرعة صعود الأمة الإسلامية في سلم الانتصار وفرض التراجع على القوى الصليبية، إذ حدث ذلك بعد أربعين سنة تقريبا، حينما احتل عماد الدين الزنكي قلعة الرها التي كان احتلالها إيذانا بانتهاء الهبوط وبداية الصعود للأمة الإسلامية وعلى العكس ببداية الهبوط وانتهاء الصعود بالنسبة للقوى الصليبية.

ما السبب في ذلك؟ السبب هو الصفات التي اتصفت بها الدول التي جاءت استجابة للاحتلال الصليبي.

الدولة المواجهة للصليبيين :

تشكلت عدة دول بعد الاحتلال الصليبي للقدس عام 1099م، منها: الدولة الزنكية، والدولة الأيوبية، ثم دول المماليك، لكنها كانت تتصف جميعها بصفات مشتركة أهلتها للانتصار، وأبزر هذه الصفات هي:

1- النزعة التوحيدية :

لقد كانت هذه النزعة التوحيدية موجودة عند بعض القادة قبل أن يستطيعوا أن يشكلوا دولاً ومن هؤلاء قطب الدين مودود أتابك الموصل، سلف عماد الدين الزنكي، فقد اجتمعت جيوشه مع جيوش طغكتين أتابك دمشق مع جيوش أمير سنجار، والأمير إيازين إيلغازي سنة 507ﻫ/1113م، بالقرب من طبرية، وتم تدمير الجيش الصليبي تماما، ومما خفّف من قيمة الانتصار العسكري، اغتيال مودود أتابك الموصل في ربيع الثاني/أكتوبر 1113م، على يد أحد الباطنية، ثم موت رضوان أمير حلب مما خفف وطأه الهجوم على جبهة الشمال(1).

ثم برز عماد الدين الزنكي عام 521ﻫ/1127م، حاكما للموصل، ثم حكم حلب 522ﻫ، ثم استولى في العام التالي على حماه، ثم استولى على حمص 532ﻫ/1143م(2)، ثم انتزع "الرها" من أيدي الصليبين عام 1144م، بعد حصار دام ثمانية وعشرين يوما(3)، وكان سقوطها صدمة نفسية مؤلمة للصليبين(4) في كل مكان لأنها كانت أول أمارة صليبية تقوم على الأرض الإسلامية، ولأنها كانت مرتبطة بتاريخ المسيحية المبكر، وكان سقوط الرها من الناحية العسكرية كسبا كبيرا لأنه جعل وادي الفرات منطقه تخضع للسيطرة الإسلامية، وكان هذا الانتصار بداية النهاية للصليبين.

خلف نور الدين الشهيد والده عماد الدين الزنكي إثر اغتيال الأخير على يد الباطنية عام 1146م، وسار على نهج والده في توحيد البلاد الإسلامية وكانت دمشق هي البلد الوحيد الخارج عن نطاق التوحيد شمال الخلافة الإسلامية، وكان حاكمها معين الدين أنر يمثل عقبة في وجه جهود نور الدين محمود، وفي كل مرة كان يظهر فيها نور الدين محمود أمام أسوار مدينة دمشق كان الصليبيون يهبون لنجدتها، ثم عقد تحالفاً ضعيفا معها بعد موت حاكمها، إلا أنه استطاع أن يدخلها في النهاية برغبة أهلها الذين سئموا ظلم حاكمهم(5).

وهكذا استطاع نور الدين محمود أن يوحّد الجبهة الشرقية، ثم اتجهت أنظاره إلى مصر، وكانت تحكمها الخلافة الفاطمية، وتسابق في الوصول إليها مع الصليبين، واستغل المنازعات الداخلية، فأرسل أسد الدين شيركوه وبرفقته شاب في السابعة والعشرين من عمره هو ابن أخيه صلاح الدين يوسف الأيوبي، الذي خلف أسد الدين شيركوه في الوزارة بعد وفاته 564ﻫ/1169م، ثم استطاع صلاح الدين أن يلغي الخلافة الفاطمية ويلحق مصر بالخلافة العباسية، وذلك عام 567ﻫ/1171م(6).

وهكذا توحدت كل من بلاد الشام والعراق والجزيرة ومصر تحت راية واحدة، ثم حدثت معركة حطين في 4 يوليو 1187م(7)، التي كانت مقدمه لأخذ القدس من الصليبين في 2 اكتوبر 1187م، وسارعت بعد ذلك المدن والقلاع الصليبية إلى الاستسلام لصلاح الدين فلم يبق في أيدي الصليبين إلا بعض مدن محدوده هي صور، أنطاكية، طرابلس، وهكذا تأكدت نهاية الحروب الصليبية، كثمرة لعملية التوحيد التي قامت بها الدولتان : الزنكية والأيوبية.

2- الاستقلال السياسي والإقتصادي:

لقد جاءت الدولة الزنكية استجابة لحاجة الأمة في مواجهة الهجوم الصليبي الكاسح، وقد بدأ الالتفاف حولها، وكانت قيادة هذه الدولة الزنكية مستقلة في قرارها، وكان أفقها الأمة ومصالحها، وكان المرجع الوحيد الذي ترجع إليه هو الخلافة العباسية على ضعفها، وكذلك كان صلاح الدين الأيوبي، يعلم الخلافة ببعض تصرفاته حينا، ويستشيرها حينا آخر، وفي إحدى المرات عام570ﻫ، كتب إلى الخليفة العباسي في بغداد يعدّد فتوحاته وجهاده ضد الفرنج، وإعادته الخطبة للخلافة العباسية، وطلب من الخليفة تقليده مصر واليمن والمغرب والشام وكل ما يفتحه بسيفه فوافته بحماة رسل الخليفة المستضيء بأمر الله بالتشريف والأعلام السود وتوقيع بسلطنة مصر والشام وغيرها(8).

أما في المجال الإقتصادي فقد ذكرت كتب التاريخ أن الدولتين الزنكية والأيوبية كانتا دولتي حرب، وقد صيغ الإقتصاد ليكون في خدمة الدولة الحربية، فبعد أن كان الإقطاع الإداري هو السائد في الدولة السلجوقية سلف الدولة الزنكية، أصبح الإقطاع العسكري هو النمط الاقتصادي المتبع لدى الدولتين الزنكية والأيوبية، وهو الأنسب لتجييش الجيوش، لمرحلة مواجهة الصليبين، فقد اعتمد عماد الدين الزنكي على قوته العسكرية الخاصة، وربط الإقطاع بالخدمة العسكرية وولائه الشخصي وبذلك نجح في تحقيق انتصاره على الصليبين في الرها عام 1144م، وأصبحت الإقطاعات وراثية في عهد نور الدين محمود، وكانت هناك سجلات تبين عدد الرجال والعتاد الذين كان على كل أمير صاحب إقطاع أن يقدمهم لجيش نور الدين محمود(9)، واستمر صلاح الدين الأيوبي على نهج نور الدين محمود وأبقى الإقطاعات الوراثية وقد ارتكز الإقطاع على الأرض الزراعية.

وكان يمنح صلاح الدين رواتب نقدية وعينيّة لصغار الجنود والفرسان الذين لا يأخذون إقطاعات زراعية(10)، وكان من حق السلطان عزل أي أمير عن إقطاعه العسكري في حال التقصير في أداء الواجبات العسكرية في الجهاد ضد الصليبين، لذلك يتعين أن نعتبر هذه الصورة من التنظيم الإقطاعي تقوية للسلطة المركزية، وإحكاماً لسيطرة السلطان على الأمراء التابعين له تحت وطأه العزل والحرمان من الإقطاع(11).

3- ترسيخ القيم الدينية :

ليس من شك بأنّ زيادة العلم بالدين يساهم في قوة الأمّة، ويساعدها في مواجهة الأحداث، لذلك قام قادة الدولتين الزنكية والأيّوبية بإنشاء المدارس الدينية التي تدرّس مختلف العلوم الدينية في بيت المقدس، والشام، والقاهرة، والاسكندرية، وقام العلماء والفقهاء الذين تخرّجوا من هذه المدارس بشحن روح الحماسة في نفوس المسلمين للدفاع عن بلادهم ودينهم ضد الصليبين، وقرّبت القيادات السياسية القيادات الدينية إليها، وضمّتها إلى حاشيتها، وصرفت لها الأموال، وقد برز إلى جانب صلاح الدين الأيوبي بعض العلماء كالقاضي الفاضل، وعماد الأصفهاني، والقاضي بهاء الدين بن شداد إلخ... وقد اتصف صلاح الدين الأيّوبي بشكل خاص بأنه كان محبّاً لعلوم الدين حريصاً على سماعها، لذلك كان يحضر دروس العلماء ويستمع إليهم في حلقاتهم العلمية.

الدولة العربية الحديثة :

لقد تشكلت الدولة العربية الحديثة إثر إنفصال العرب عن الخلافة العثمانية لكنها كانت تحت الإنتداب بعد الحرب العالمية الأولى ثم استقلت بعد الحرب العالمية الثانية فما هي أبرز صفاتها :

1- غياب النزعة التوحيدية وبروز النزعة القطرية :

كثر الحديث عن الوحدة والتوحد بعد استقلال الدول العربية عن دول الانتداب الأجنبي غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م ، وبعد قيام اسرائيل وبروز التهديد المؤكد للأمة ،لكننا نجد نتائج محدودة ، وأقصى صيغة توحيدية قامت هي الجامعة العربية ، وانبثقت عنها مؤتمرات القمة العربية ، وقد قامت بعض الأعمال الوحدوية مثل الوحدة المصرية السورية في عام1958م لكنها انتهت في أيلول/ سبتمبر1961م بانفصال سورية عن مصر ، لكن الملاحظ هو ترسخ القطرية والإقليمية مع مرور الزمن ، والملاحظ أيضا ضعف فاعلية الصيغ السابقة من التوحيد كالجامعة العربية ومؤتمرات القمة .

وأبرز ما تتضح القطرية التي لا يراعي فيها جانب الأمة عند الإقدام على الخطوات السلمية مع العدو ، فقد برّر السادات إقدامه على توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979م ، بتضحيات مصر السابقة ومصلحتها الاقتصادية للمستقبل في مهادنة اسرائيل ، وعزف ياسر عرفات على نفس النغم عندما وقع اتفاقيات أوسلو بأن الشعب الفلسطيني قد ضحّى كثيرا ، وبأنه تحمل أكثر مما يجب ، وكذلك تحدث الأردن بنفس المنطق عندما وقع اتفاقيات وادي عربه .

الخلاصة : إننا نجد أن الدولة العربية الحديثة التي قامت بعد الإستقلال تعززت حدودها وترسخت ، وزادت الحواجز بين الدول العربية على عكس الدولة التي قامت بعد الإحتلال الصليبي فقد رأينا نجاح خطواتها التوحيدية مما يوضح عاملا من عوامل النجاح في مواجهة الهجمة الصليبية . وعدم توفره في مواجهة الهجمة اليهودية .

2- غياب الاستقلال السياسي والإقتصادي :

لقد بدأت الدولة العربية الحديثة وجودها بعد الحرب العالمية الأولى تحت الانتداب الأجنبي ، وهذا يعني أنها لم تكن تملك أي استقلالية في مواقفها السياسية ، وقد استقلت بعض الدول العربية قبل الحرب العالمية الثانية كالعراق ومصر ، لكنها لم تكن مستقلة في حقيقة الأمر فقد كبلتها الإتفاقيات السياسية التي شكّلها المستعمرون حسب مصالحهم ، وكبّلها الضباط الأجانب الذين كانوا يقودون جيوشها .

وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية بدأت معركة الأحلاف التي هي صورة جديدة من صور التبعية للغرب وإلغاء الاستقلالية ، وقد ارتبطت بعض الدول العربية بهذه الأحلاف ، وربما كان جمال عبد الناصر أبرز حاكم حاول أن يظهر نفسه في بعض المراحل في صورة المعادي لبعض دول الغرب والبعد عن هيمنته ، لكن السبب في هذا الظهور ليس استقلاله السياسي ، وإنما السبب يكمن أن المنطقة كانت في حالة انتقال من النفوذ الإنجليزي والفرنسي إلى النفوذ الأمريكي ، مما سمح له بهذا الهامش من الحركة والدعوى ، وعندما انتهت المرحلة ، وصفّت أمريكا الإستعمار القديم جاء خلفه السادات مُعبّرًا عن المرحلة الجديدة ليطرد الخبراء الروس في صيف عام 1972 م ، وليعلن عبارته المشهورة التي كررها لسنوات متعددة أن 99% من أوراق المنطقة في أيدي أمريكا، ثم نفذ هذه المقولة ، وربط

مصر بأمريكا من خلال اتفاقية كامب ديفيد ليصبح قرارها السياسي مرتهنا علنا بيد أمريكا بعد أن كان سرا في الخفاء .

أما اقتصاد الدولة العربية الحديثة فقد كان مرتبطا ارتباطا كاملا بالدولة المنتدبة بعد الحرب العالمية الأولى ، وكانت هذه الدولة نهبا كاملا للدولة المستعمِرة ، ولما حدث الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية ، بقيت الدولة العربية الحديثة تتخبط وتنتقل من أزمة إلى أخرى ، وذلك لعدة أسباب منها : الاضطراب السياسي ، ومنها التخبط في السياسات الاقتصادية الذي تمثل في التطبيق الطفولي للنظريات الاقتصادية الرأسمالية والشيوعية منها ، ومنها النهب الإستعماري ، وقد أدى ذلك كله إلى غياب التصنيع من جهة ، واستفحال الأزمات التي أدت إلى العجز الإقتصادي المستمر من جهة ثانية .

إن غياب الاستقلال السياسي والاقتصادي من الدولة العربية الحديثة أفقدها شرطاً أساسيّاً من شروط الانتصار في حين أن هذا الشرط كان متحققاً لدى الدولة الزنكية والأيوبية مما جعلها تملك عاملاً من عوامل الانتصار .

3- غياب التوافق العقائدي :

اعتمدت الدولة العربية الحديثة القومية العربية كعقيدة من أجل تبرير وجودها ، وكان هذا التوجه العقائدي القومي يعني قطع صلات الأمة بماضيها الإسلامي الذي يقوم على القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة والذي ملأ كل شعب الحياة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والنفسية ، .. إلخ .

وبالفعل هذا ما قامت به قيادة الدولة العربية الحديثة ، ففرضت التغريب على الأمة ووقع صراع رهيب بين قيم الغرب وعاداته و أفكاره ونظمه وبين قيم الإسلام وعاداته وأفكاره ونظمه ، وكانت حصيلة الصراع انقسام الأمة وتمزقها وسير قسم من أبناء الأمة في تيار التغريب ، وضياع قسم آخر بين التغريب والإسلام .

وهاهو ذا قد مر على الصراع ما يقرب من مائتي سنة ولما ينته بعد ومما زاد في عمق الشرخ الذي تعيشه الأمة ، والتجاذب الذي يمزقها ، أن القيادات العربية تنقل الحضارة الغربية بصورتها الفجّة دون مراعاة لواقع أو ظروف خاصة هذا ما حدث في تطبيق الديموقراطية في السابق وفي تطبيق الإشتراكية في اللاحق ، مع أن دولة كاسرائيل طبقت الديموقراطية والإشتراكية لكنها راعت في كثير من تطبيقاتها ظروفها وتاريخها وقيمها فكان هناك الهستدروت وكان هناك الموشاف وكان هنالك الكيبوتز(12) .

إن الصراع بين الفكر القومي وعقائد الأمة والسعي الدؤوب من قبل قيادات الدولة العربية الحديثة في حمل جماهير الناس على الحضارة الغربية جعل الأمة تعيش في اضطراب وقلقلة وفي غير توافق عقائدي مما أضعفها ، وسهّل انهزامها .

الخلاصة : إن اتصاف الدولة الزنكية بالنزعة التوحيدية والاستقلال السياسي والاقتصادي، والتوافق العقائدي أهّلها للانتصار ، وإن افتقاد الدولة العربية الحديثة لهذه الصفات جعلها تقع في عداد المهزومين .

أيها المؤرخون: لا تظلموا العثمانيين المسلمين! بقلم: زياد محمود أبو غنيمة

قبل أن يدخل الأتراك العثمانيون في الإسلام، لم يكونوا موضع اهتمام جاد من المؤرخين لم يكونوا موضع اهتمام جاد من المؤرخين المسلمين وغير المسلمين، فلم يردْ ذكرهم إلا من خلال إشارات عابرة.

وحين دخل الأتراك العثمانيون في الإسلام انقلبت الصورة وأصبحوا محط أنظار المؤرخين المسلمين وغير المسلمين، بيد أن المؤرخين من غير المسلمين أبدوا اهتماماً ملحوظاً بدراسة تاريخ الأتراك العثمانيين المسلمين.

ولأول وهلة يخيل للمرء أن اندفاع المؤرخين من غير المسلمين في دراسة تاريخ العثمانيين المسلمين كان ينطلق من منطلق علمي سليم، هدفه تتبع العثمانيين المسلمين بأمانة علمية منصفة، ولكن ما أن يطلع المرء على ما أفرزته جهود المؤرخين من غير المسلمين من دراسات عن تاريخ العثمانيين المسلمين، حتى يكتشف أن الغالبية العظمى منهم قد تجاهلوا، وتناسوا مقتضيات الأمانة العلمية والإنصاف، بل أطلقوا العنان لأحقادهم الظاهرة والباطنة، لتكون هي المنطلق الذي ينطلقون من خلاله في تشويه تاريخ العثمانيين المسلمين وإلصاق عشرات الافتراءات التي لا تسندها أية بينات تاريخية بالأتراك العثمانيين المسلمين.

ولئن كنا لا نستغرب أن تصدر مثل تلك الافتراءات عن أقوام فضح الله عز وجل نواياهم تجاه الإسلام والمسلمين في قوله تعالى جل شأنه: (يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتُّم قد بدتِ البغضاءُ من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بيّنا لكم الآياتِ إن كنتم تعقلونَ) [آل عمران: 118].

***

ولئن كنا لا نستغرب أن يحمل الحقد الأسود أولئك المؤرخين على تجاهل وتناسي أبسط قواعد مقتضيات الأمانة العلمية في عملية التاريخ للأتراك العثمانيين المسلمين، فإن الذي نستغربه أشد الاستغراب، بل ونستهجنه بشدة أن ينزلق الكثير من المؤرخين المسلمين، في حمأة عملية التزوير والتشويه والبهتان التي ألصقت بتاريخ العثمانيين المسلمين..

من ذلك مثلاً، تلك الفرية اللئيمة التي لا يكاد يخلو منها إلا النذر اليسير من الكتب التي تؤرخ للعثمانيين المسلمين، والتي تزعم أن السلاطين العثمانيين كانوا يملكون الحق، بموجب فتوى شرعية إسلامية، في قتل من يشاؤون من إخوانهم أو بني رحمهم، أو أقاربهم، بحجة الحفاظ على وحدة المسلمين، ولقطع الطريق على أية فتنة يمكن أن تبرز إذا حاول أحدهم المطالبة بالسلطة لنفسه.

وكان آخر ما وقع عليه نظري من ترديد لهذه الفرية ما جاء في مقال للأستاذ إبراهيم محمد الفحام في عدد المحرم 1402 هـ تشرين الثاني (نوفمبر) 1981م من مجلة العربي التي تصدر في الكويت، حيث ذهب إلى القول بأن السلاطين العثمانيين الجدد اعتادوا عند توليهم مقاليد السلطة أن يقتلوا إخوانهم جميعاً، ليأمنوا محاولات اغتصاب الملك، وأن هذه الظاهرة تكررت مراراً في تاريخ الدولة العثمانية حتى شمل القتل الإخوة الأصاغر سناً.

وإن كنتُ لا أنفي ولا أنكر وقوع العديد من حوادث التصارع بين بعض السلاطين العثمانيين وبين بعض إخوانهم، بل وأحياناً بينهم وبين أبنائهم، وأن بعض هذه الصراعات كانت تنتهي بمقتل أحد الأطراف المتصارعة، إلا أنني أنفي، وبكل شدة، وبإصرار، ما يزعمه الزاعمون من وجود فتوى شرعية إسلامية تبيح لكل سلطان عثماني جديد أن يقتل من يشاء من إخوانه، أو بني رحمه، بحجة المحافظة على وحدة المسلمين منعاً لوقوع الفتنة.

أقول هذا.. وأتساءل:

أليس من مقتضيات أمانة التوثيق العلمي والتاريخي أن يقدَّم بين يدي أية رواية تاريخية بالبينات التي تدعم صحتها، من تحديد للأسماء والأمكنة والأزمنة، وتبيين سلسلة الرواة الذين تناقلوا الرواية، إلى أن وصلت إلى راويها الأخير؟

ثم أليس من مقتضيات أمانة التوثيق العلمي والتاريخي، أن لا يُكتَفى بالتعميم المبهم، بعبارات مبهمة، في رواية تحمل تهمة خطيرة لشعب بأسره هو الشعب التركي المسلم، بل الأمة بأسرها، هي أمة الإسلام، بل للإسلام ذاته الذي كان العثمانيون يحملون لواءة ويمثلونه آنذاك..؟

أين نص الفتوى الشرعية التي يزعم الزاعمون أنها تبيح للسلاطين العثمانيين قتْل بني رحمهم من غير أي مسوغ شرعي؟

أين أسماء العلماء المسلمين الذين أفتوا الفتوى المزعومة هذه؟

وفي زمن أي من سلاطين بني عثمان على التحديد صدرت؟

لقد قرأت بضعة وعشرين مرجعاً، عربياً وتركياً وإنجليزياً، تؤرخ للعثمانيين المسلمين، فما وجدت من بينها مرجعاً واحداً يذكر نص الفتوى المزعومة، أو يذكر اسماً لعالم واحد تنسب الفتوى إليه، بل لقد اكتفى كل مرجع عند ذكر هذه الفرية بسردها وكأنها يقين لا يرقى إليه شك، فلا يحتاج إلى توثيق.

وقبل أن أتحدث بشيء من التفصيل عن تلك الأحداث التي تشبث بها الزاعمون ليرفدوا بها فريتهم، يجدر بي أن أؤكد أن الإسلام يرفض رفضاً قاطعاً هذا الهراء، ولا يقبل مطلقاً أن تهون حياة المسلم، أي مسلم، إلى درجة تباح فيها حياته لمجرد شبهة، أو من أجل وساوس وأوهام تتستر وراء الزعم بالغيرة على جماعة المسلمين من أن تقع فتنة مزعومة لم يقم على وقوعها، أو على مجرد الشك بوقوعها دليل شرعي.

إن طبيعة الإسلام، وأخلاق الإسلام، وإنسانية الإسلام، ترفض رفضاً قاطعاً أن تصدر باسم الإسلام فتوى تبيح لأي إنسان مهما بلغ شأنه، أن يقتل مسلماً إلا في الحالات التي نصّ عليها الشرع : الثيّب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة (المرتد)، والقاتل عمداً (النفس بالنفس).

ألا، وإن كل مسلم مهما كان مستوى علم، يعلم أن قتل النفس، أي نفس، محرّم في شرع الله عز وجل إلا ضمن الحدود التي حددها الله عز وجل.

ولقد ندد الله عز وجل أيما تنديد، بتلك الجريمة التي اقترفها قابيل ابن سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام، يوم طوّعت له نفسُه قتلَ أخيه هابيل فقتله:

(واتل عليهم نبأَ ابنيْ آدمَ إذْ قرّبا قرباناً فتقبِّل من أحدهما ولم يُتَقَبَّلْ من الآخر قال لأقتلنكَ قال إنما يتقبّلُ اللهُ من المتقين. لئنْ بسطتَ يديَ لأقتلكَ ما أنا بباسطٍ يديَ إليكَ لأقتلكَ إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين. إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمكَ فتكونَ من أصحابِ النار وذلك جزاء الظالمين. فطوّعتْ له نفسُه قتلَ أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين. فبعثَ اللهُ غراباً يبحثُ في الأرض لِيُريَهُ كيف يواري سوأةَ أخيه قال يا ويلتا أعجزتُ أن أكونَ مثلَ هذا الغرابِ فأواريَ سوأةَ أخي فأصبح من النادمين) [المائدة: 27-31].

بل إن الله عز وجل لم يكتفِ بالتنديد بجريمة قابيل، بل جعلها منطلقاً لحكم رباني يؤكد حرمة النفس البشرية تأكيداً قاطعاً لا لبس فيه ولا غموض:

(من أجل ذلكَ كتبنا على بني إسرائيلَ أنه مَن قتلَ نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتلَ الناسَ جميعاً) [المائدة: 32].

تلك هي الحقيقة، حقيقة تؤكد براءة الإسلام من تلك الفتوى المزعومة، وتؤكد رفض الإسلام لهذا الهراء.

فمن أين جاءت هذه الفرية إذن؟

وما هي دوافعها، وماذا يقصد مروجوها من ورائها..؟

أما الدوافع التي تكمن وراء ترويج هذه الفريةة، فلا أملك إلا أن أقول: إنها نابعة من الحقد الأسود الذي تمتلئ به قلوب العديد من المؤرخين الصليبيين من أعداء الإسلام، ضد الإسلام والمسلمين..

فلقد انتهز بعض المؤرخين الصليبيين الحاقدين، وقلدهم في ذلك عن قصد أو عن غير قصد، بعضُ المؤرخين الذي يحملون أسماء إسلامية، وقوع بعض حوادث الصراع الدموي على السلطة في الدولة العثمانية، وهو أمر لم تسلم منه أمة ن الأمم على مدار التاريخ، فوجدوا في تلك الأحداث متنفساً لينفثوا من خلاله أحقادهم الدفينة ضد الإسلام والمسلمين، فوجهوا سهام افتراءاتهم ضد العثمانيين المسلمين، وهم في حقيقة الأمر يوجهونها إلى الإسلام الذي كان العثمانيون يمثلونه آنذاك.

أقول هذا، وبين يدي أكثر من دليل.

أبدأ بحادثة مقتل الأمير «دوندار» عمّ السلطان «عثمان»، وهي حادثة أرودها المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني»، الذي ألفه عام 1945م، أي في الوقت الذي كانت فيه أنواء الردة الأتاتوركية في أصخب حالات هبوبها على تركيا، بكل ما تحمله من مشاعر العداء للعثمانيين المسلمين، وزعم فيها أن عثمان بن أرطغرل استشار عمه دوندار البالغ من العمر تسعين عاماً في أمر عزمه على محاربة البيزنطيين، فعارضه عمه في الرأي، فلم يتحمل عثمان معارضة عمه فقام بإعدامه بيده برميه بسهم انتقاماً منه بسبب هذه المعارضة.

ولئن كانت هذه الرواية بنصها هذا من الضعف بحيث خلت منها معظم المراجع التي تؤرخ لعثمان بن أرطغرل، ولئن كان من أجلة ضعفها أن إسماعيل حامي دنشمند لم يؤثق روايته لهذه الحادثة بإيراد اسم المرجع، أو اسم المؤرخ الذي نقل عنه الرواية، فإن الحاقدين على العثمانيين المسلمين، بل على الإسلام الذي يمثله العثمانيون، تلقفوا هذه الحادثة، ونسجوا من حولها من سواد حقدهم ما لا تحتمل، فزعموا، وبئس ما زعموا، أن عثمان قتل عمه دوندار بناءً على فتوى شرعية تبيح له قتله خشية أن يزاحمه على السلطنة، مما قد يؤدي إلى وقوع الفتنة بين المسلمين.

ولئن كان من الإنصاف أن نشير إلى أن ما نقلته معظم المراجع الموثوقة التي أرّخت لعثمان بن أرطغرل، عن شدة تعلّق عثمان بأحكام الشريعة الإسلامية، وعن التزامه الصادق بالإسلام، عبادةً، وخلقاً، وتواضعاً، وما نقلته عن توقيره الشديد لعمه الشيخ الكبير دوندار، يجلعنا نستبعد تصديق مقولة أن عثمان قتل عمه لمجرد معارضته له في الرأي، ويجعلنا نستبعد تصديق مقولة أن عثمان قتل عمه لمجرد معارضته له في الرأي، ويجعلنا على يقين أنه ما فعل ذلك إلا لسبب جلل، أكبر من مجرد الاختلاف في الرأي.

ويرسخ قناعتنا ما أورده المؤرخ التركي المعاصر قادر مصر أوغلو في كتابه «مأساة بني عثمان» المطبوع في إستانبول عام 1979م، في وقت كانت المشاعر الإسلامية في تركيا تشهد فيه شيئاً من أشكال الحرية التي تستطيع معها أن تعبر عن حقيقة رفضها لمشاعر العداء التي حاولت الردة الأتاتوركية ترسيخها ضد العثمانيين المسلمين في نفوس الأتراك.

ففي كتابه ذلك ينقل قادر مصر أوغلو، عن المؤرخ التركي خير الله الهندي الذي عاصر عثمان بن أرطغرل، أن دوندار كان طرفاً في مؤامرة اتفق على تدبيرها بالتعاون مع حاكم مدينة «بيله جك» البيزنطي، تستهدف اغتيال عثمان، تمهيداً لوثوب دوندار إلى الزعامةخلفاً لعثمان، فلما انفضح أمر المؤامرة أصرّ عثمان، وهو الحريص علىتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، على تنفيذ حكم الله في عمه جزاء افترافه لجريمةموالاة أعداء الإسلام، والتآمر معهم ضد جماعة المسلمين.

وتلك لعمري نقطة بيضاء ووقفة شماء شامخة تسجَّل في حسنات عثمان بن أرطغرل، إذ أكّد من خلال حرصه على تطبيق شرع الله في عمه على صدق التزامه بالإسلام، وصدق خضوعه لحكمه، وصدق تفضيله لوشيجة العقيدة وارتباطه بها فوق وشيجة الدم والقرابة.

تلك هي حقيقة السلطان عثمان بن أرطغرل مع عمه دوندار تتهاوى أمامها أباطيل الحاقدين وأراجيف المرجفين.

أما قصة السطان مراد بن أورخان مع ولده الأمير «ساجي» فهي أيضاً علامة بارزة تؤكد صدق التزام مراد بالإسلام، وصدق خضوعه لأحكام شريعته.

ففي الوقت الذي كان السلطان مراد يواجه أشرس الحملات المتلاحقة التي تمثلت في العديد من الأحلاف الصليبية التي تجمع تحت ألويتها ملوك وأمراء المجر والصرب والبلغار والأرناؤوط (ألبانيا)، بمباركة من بابا روما أوربيان الخامس، وبتحريض سافر منه [766هـ/1365م].

وفي الوقت الذي كان فيه السلطان مراد يواجه فيه خطراً تمثل في قيام الأمير الإيطالي آميديو بتجميع جيش من الإيطاليين تحت شعار الانتقام للصليب من العثمانيين المسلمين [770هـ/1368م].

وفي الوقت الذي ازداد فيه الخطر ضد الدولة العثمانية المسلمة، بقيام إمبراطور بيزنطة يوانيس الخامس بزيارة روما عام [771هـ/1369م] مستنجداً بالبابا ضد العثمانيين المسلمين، ومعلناً تحوله عن مذهبه الأرثوذكسي إلى المذهب الكاثوليكي في محاولة لاسترضاء بابا روما لإقناعه بعده بالنجدة التي يطلبها ضد العثمانيين المسلمين.

وفي الوقت الذي كان السلطان مراد يواجه خطراً داهماً جديداً تمثّل في نجاح البابا بتجنيد أكثر من ستين ألف مقاتل صليبي بقيادة ملك بلاد الصرب الجديد ووقاشتين [773هـ/1370م].

وفي الوقت الذي كان السلطان مراد لا يكاد ينجح في التغلب على إحدى مكائد الأعداء، حتى يواجه مكيدة أخرى، كان ولده الأمير ساوجي يتآمر سراً مع الأمير البيزنطي أندرونيقوس، الابن الثاني للإمبراطور يوانيس، لتدبير مؤامرة للإطاحة بالسلطان مراد، وتسليم السلطة للأمير ساوجي، وسرعان ما انتقلت المؤامرة من مرحلة التدبير إلى مرحلة التنفيذ، فسار الأميران ساوجي وأندرونيقوس على رأس جيش كانت غالبية جنوده من البيزنطيين، وتمركزا بجيشهما في منطقة لا تبعد كثيراً عن القسطنطينية، فسارع السلطان مراد لملاقاتهما، فما كاد يقترب منهما حتى خارت معنويات المتآمرين ففر الجنود البيزنطيون من أنصار أندرونيقوس، ولجأ الجنود العثمانيون من أنصار الأمير ساوجي إلى جيش أبيه السلطان مراد، فأصبح ساوجي وأندرونيقوس من غير جيش، فلم يجدا أمامهما مفراً من الهرب، ففرا إلى مدينة »ديمومة«، فلحق بهما السلطان مراد واضطرهما إلى الاستسلام.

وجمع السلطان نخبة من القادة والعلماء والقضاة لمحاكمة ولده ساوجي، فحكوا عليه بالموت جزاء خروجه على طاعة ولي الأمر وجزاء موالاته للكفار أعداء الإسلام والتحالف معهم قولاً وفعلاً في محاربة المسلمين.

وأمر السلطان مراد بتنفيذ حكم الشرع في ولده مسجلاً في ذلك صدق ولائه لحكم الشريعة، وصدق التزامه بالإسلام، ولكأني به وهو يفعل ذلك، كان يستشعر قوله تعالى عز وجل: (لا تجدُ قوماً يؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخر يوادّون من حادّ اللهَ ورسولَه ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئكَ كتب الله في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألاَ إنّ حزبَ الله هم الغالبون) [المجادلة: 22].

ولقد كان من الطبيعي أن يستغل الحاقدون حادثة مقتل ساوجي، فتلقفوها وطفقوا ينسجون من حولها الأقاويل والافتراءات ليرفدوا من خلالها فريتهم عن الفتوى الشرعية المزعومة التي تبيح للسطان العثماني المسلم قتل من يشاء من بني رحمه.

وكان من الطبيعي أن يشتط الحقد بأعداء الإسلام، فينفثوا حقدهم ضد السلطان مراد ويتهمونه بالوحشية، وتحجُّر عاطفة الأبوة في قلبه، وما دروا أن صدق الالتزام بالإسلام يجعل وشيجة العقيدة فوق كل وشيجة. وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد الذي علّم المسلمين هذه الحقيقة الإيمانية حين قال: »واللهِ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها.«

وأنتقلُ إلى حادثة قتل السلطان بايزيد بن مراد (الصاعقة) لأخيه الصغير يعقوب، فلا أجد غضاضة في تأكيد وقوعها، ولا أجد حاجة إلى محاولة تبريرها. فقد استهل يايزيد عهده فعلاً بارتكاب جريمة بشعة حيث أقدم على قتل أخيه الصغير يعقوب بتحريض من بعض أنصاره الذين طفقوا يوغرون صدره ضد أخيه، الذي كان شجاعاً، قوي الشخصية، ووجدتْ وشايةُ المغرضين هوى في نفس بايزيد الذي خشي أن يزاحمه يعقوب على السلطنة، واشتطت به وساوسه حين أخذ الوشاةُ يذكرونه بأن جده أورخان بن عثمان ولي السلطنة رغم كونه الأصغر سناً من أخيه الأمير علاء الدين.

ولئن كنت أنكر أن بايزيد قد ارتكب جريمته البشعة فعلاً، بعد أن غلبه هواه، وزينت له وساوسه أن يقترف تلك الجريمة، وطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله. فالجريمة يتحمل وزرها بايزيد وحده، وليس من العدل ولا من المنطق أن يزجّ بالإسلام في عملية تبريرها.

وينبغي أن أشير هنا إلى أن الجفاء كان مستحكماً بين العلماء والسلطان بايزيد، لدرجة أستبعد معها أن يجد بايزيد عالماً واحداً يستجيب له فيصدر تلك الفتوى التي ينسب استصدارها في بعض المراجع إلى بايزيد.

ولقد بلغ من حدة ذلك الجفاء أن العالم المؤمن القاضي شمس الدين محمد حمزة الفناري ردّ شهادة السلطان بايزيد في إحدى القضايا، فلما راجعه بايزيد في ذلك، أجابه القاضي المؤمن بأنه ردّ شهادته لأنه تارك لصلاة الجماعة.

بل لقد بلغ الجفاء بين العلماء والسلطان بايزيد إلى حد أقرب ما يكون إلى القطيعة بسبب استنكارهم لوقوعه تحت سيطرة وتأثير زوجته النصرانية الأميرة أوليفيرا شقيقة ملك الصرب لازار، ونماديه بتحريض منه على إدمان شرب الخمر، وإقامة حفلات اللهو، ويذكر المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه »موسوعة التاريخ العثماني« أن بايزيد ذهب ليتفقد العمل في بناء مسجد »أولو جامع« في بورصة، وكان قد أوشك بناؤه على الانتهاء، فالتقى خلال تجواله في المسجد بالعالم المؤمن محمد شمس الدين البخاري، فسأله على مسمع من الناس عن رأيه في نابء المسجد، وهل يرى في البناء أي نقص..؟ فأجابه العالم المؤمن بجواب ساخر يحمل بين طياته مشاعر عدم الرضى عن سيرة بايزيد المنافية للإسلام، فقال له: بالنسبة لنا نحن المسلمين، فإننا لا نجد أي نقص في بناء المسجد، أما بالنسبة إليك يا بايزيد، فإني أخشى أن تكون قد نسيت أن تضع خزانة تحفظ بها خمورك بجانب المحراب.

أفيعقل بعد هذا أن يجد بايزيد عالماً واحداً يفتي بقتل أخيه من غير مسوّغ شرعي؟

ولقد وجد الحاقدون رافداً جديداً يدعمون به فريتهم فيما وقع من صراع دموي بين أبناء بايزيد الصاعقة، حين قتل محمد بن بايزيد إخوته عيسى ثم سليمان ثم موسى ليتفرد بحكم السلطنة.

ولئن اشتط المغرضون في حقدهم فزعموا أن محمد بن بايزيد قد قتل إخوته بموجب تلك الفتوى الشرعية المزعومة، فإن الحقائق التاريخية تؤكد أن ما جرى بين أبناء بايزيد من اقتتال دموي كان اقتتالاً مصلحياً من أجل الطموحات الشخصية بكل واحد منهم للجلوس على عرش السلطنة، وليس من العدل والإنصاف إن يزج بالإسلام في هذا المقام.

وينبغي أن أشير إلى أن شهوة الجلوس على عرش السلطنة قد اشتطت بأبناء بايزيد لدرجة لم يجدوا معها غضاضة في الاستعانة بأعداء الإسلام من البيزنطيين ضد بعضهم بعضاً، كما فعل سليمان بن بايزيد حين تنازل لملك الروم »إيمانويل الثاني« عن مدينة سلانيك وسواحل البحر الأسود مقابل الوقوف إلى جانبه ضد أخويه الآخرين عيسى ومحمد.

هذا، وينبغي أن أشير إلى أن بعض المؤرخين المغرضي زعموا أن الفتوى الشرعية المزعومة التي تبيح للسلطان قتل بني رحمه من غير مسوغ شرعي هي تلك الفتوى التي أصدرها الشيخ سعيد أحد تلاميذ الشيخ التفتازاني، والتي ورد نصّها على النحو التالي: »من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، ويفرق جمعكم، فاقتلوه.«

والحقيقة أن هذه الفتوى قد صدرت عام [823هـ/1420م] كما يورد المؤرخ التركي عبد القادر داده أوغلو في كتابه »التاريخ العثماني المصوّر« ضد أحد قضاة العسكر وهو الشيخ بدر الدين الذي ثار على السلطان وتزعم حركة تنادي بإلغاء التفرقة بين الأديان، وبتوزيع الأموال سواسية بين الناس، وقد اندس في حركة الشيخ بدر الين، كما يروي الأستاذ محمد فريد في كتابه «تاريخ الدولة العلية العثمانية»عدد من اليهود والنصارى، وعندما وقع بدر الدين في الأسر بعد معركة حامية الوطيس، حوكم أمام هيئة من كبار العلماء والقضاة، فصدرت بحقه الفتوى بنصها الذي أوردته آنفاً، وبتوقيع الشيخ شعيد، ويروي المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني» أن الشيخ بدر الدين قد وقع بنفسه أيضاً على الفتوى اعترافاً بذنبه، وتم إعدامه شنقاً على ملأ من الناس في السوق الرئيسي في مدينة سراز.

ولقد وجد المغرضون مبرراً آخر لرفد بهتانهم بخصوص الفتوى المزعومة في حادثة إعدام السلطان مراد الثاني لعمه مصطفى بن بايزيد.

وحقيقة الأمر أن مصطفى بن بايزيد كان قد اختفى وانقطعت أخباره بعد هزيمة بايزيد (الصاعقة) في معركة أنقرة أمام تيمورلنك، ثم ظهر فجأة في زمن أخيه السلطان محمد جلبي بن بايزيد مطالباً بالسلطنة لنفسه، واستنجد بأعداء الإسلام من البيزنطيين فأمدوه المساعدات، وأوعزوا لأمير بلاد الفلاخ بإمداده بجيش كبير، ولكن مصطفى فشل في تحقيق أي نجاح، واضطر إلى اللجوء إلى سلانيك التي كان الأمير سليمان بن بايزيد قد أعادها إلى السيطرة البيزنطية مقابل وعدهم له بمساعدته ضد إخوته، كما أسلفت قبل قليل، واتفق السلطان محمد جلبي مع إمبراطور بيزنطة على إبقاء أخيه مصطفى في سلانيك تحت مراقبة الإمبراطور، مقابل مبلغ من المالن استمر الأمر على هذا النحو إلى أن ولي السلطنةمراد الثاني بن جلبي فتحرش به الإمبراطور «إيمانويل الثاني» في محاولة منه لإعادة هيبة الإمبراطورية، وطلب منه عقد معاهدة يتعهد مراد بموجبها بعدم القيام بأية محاولة لغزو القسطنطينية، فلما وقف السلطان مراد موقفاً حازماً في وجه إيمانويل ورفض مطالبه عمد عمانويل إلى استدعاء الأمير مصطفى وأمده بعشر سفن حربية مدججة بالجنود والسلاح، فتمكن مصطفى من الإستيلاء على مدينة وميناء غاليبولي، ثم تمكن من التغلب على الجيش العثماني الذي أرسله السلطان مراد لمحاربته بقيادة وزيره بايزيد باشا، فسار السلطان مراد الثاني بنفسه لملاقاة عمه مصطفى الذي لم يلبث أن وقع في أسر مراد، ليواجه عقوبة الإعدام شنقاً، جزاء خيانته لله ولرسوله وللمؤمنين، وهل من خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين أعظم من موالاة في جماعة المسلمين، ينبري هؤلاء ليزعموا أن الإسلام يبيح للسلطان قتل بني رحمه كيفما يشاء..؟

فرية باطلة ... وبهتان عظيم..

وأجدني هنا مضطراً للتوقف وقفة أردّ بها فرية خبيثة ألصقت بالسلطان محمد الفاتح، فقد درج بعض المؤرخين، وهم يؤرخون لحياته، على الزعم بأنه قام بقتل أخيه الرضيع أحمد جلبي بعد أيام قليلة من تسلمه مسؤولية السلطنة بعد وفاة أبيه السلطان مراد، خشية أن يزاحمه على السلطنة، ومن المؤسف أن هذا الزعم لم يقتصر على المؤرخين غير المسلمين، وإنما وقع في أحبولته عدد من المؤرخين المسلمين.

ولئن كانت هذه الفرية التي ألصقت بالسلطان محمد الفاتح تكون أوهمن من بيت العنكبوت، إلا أنني أجد من الواجب التوقف عندما وتفنيدها، لكي لا يبقى بعد ذلك عذر لأي مؤرخ يحترم نفسه، ويحترم شرف الكلمة التي يؤرخ بها، أن يستمر في ترديد هذا البهتان العظيم ضد السلطان محمد الفاتح.

هل يعقل أن سلطاناً ولي السلطنة في عهد أبيه، وتحت كنفه، ثم وليها من بعد وفاة أبيه، وقد اشتدّ ساعده، ونضجت خبرته، والتفت الأمة من حوله تحوطه بالحب والطاعة، هل يعقل أن هذا السلطان يغار من أخ له رضيع، فيخشى أن ينازعه على السلطة..؟ وكيف يتسنّى لطفل رضيع، وأنى له، أن ينازع على السلطنة، وهو الرضيع الذي إن تأخرت أمه عليه بالحليب يوماً مات جوعاً.

ثم هل يصدق إنسان عاقل، أن محمداً الفاتح، الذي تربى على مائدة القرآن، على يد خيرة علماء عصره، أمثال الشيخ أحمد بن إسماعيل الكوراني الذي كان الفاتح يسميه «أبا حنيفة زمانه»، والشيخ تمجيد أوغلو، والشيخ محمد جلبي زاده، والشيخ مولا إياش، والشيخ الغوراني، والشيخ سراج الدين الحلبي، والشيخ آق شمس الدين، ويمكن أن يفكر بمثل هذا الأمر الفظيع..؟

بل، لنفرض جدلاً أن محمداً الفاتح كان يوجس خيفة أن ينازعه أخوه الرضيع على السلطنة، أفما كان يستطيع أن يحتويه تحت كنفه، ويربيه على الإخلاص له، بدل أن يقتله؟

ولماذ يستبق محمد الفاتح الأمور فيقتل أخاه الرضيع، وقد كان بإمكانه أن ينتظر وهو مطمئن البال بضعة عشر عاماً حتى يكبر أخوه، فيتحقق من نوازعه ونواياه؟

من هنا نستطيع أن نتبين انتفاء المصلحة الشخصية للسلطان محمد الفاتح من قتل أخيه الرضيع.

ولننتقل الآن إلى مناقشة الطريقة التي تمت بها عملية القتل المزعومة، فقد زعم مروّجو هذه الفرية أن السلطان محمداً الفاتح أرسل أحد قواده، واسمه علي بك، إلى جناح النساء لقتل أخيه الرضيع، فلما علم علي بك أن الطفل موجود في حمام النساء حيث تقوم مربيته بغسله، اقتحم الحمام وأمسك بالطفل الرضيع وغطسه تحت الماء حتى مات مختنقاً غرقاً..

هل يصدق عاقل أن محمد الفاتح، وهو الذكي المحنك، يقدم على قتل أخيه الرضيع بهذه الصورة المكشوفة الساذجة؟ وهل كان عاجزاً عن تكليف إحدى النساء، كزوجته، أو إحدى خادماتها، بتنفيذ عملية القتل دون إثارة انتباه أحد، بدل من أن يرسل رجلاً إلى جناح النساء، وهو أمر غير مألوف، بله أن يسمح له بأن يقتحم هذا الرجل حمام النساء، حيث يكنّ فيه متحللات من حجابهن، ومتخففات من كثير من ملابسهن، وفي ذلك ما فيه من خروج مستهجن عن المألوف، من شأنه لو تحقق فعلاً أن يثير من هياج النساء، وضجيجهن، وصخبهن، ما يضطر ذلك الرجل إلى الفرار قبل أن ينفذ مأربه، مهما بلغت به الجرأة والنذالة؟

إذن، ما هي حقيقة هذه الفرية؟

الحقيقة أن المربية التي كان موكلاً إليها أمر العناية بالطفل الرضيع أحمد، انشغلت عنه لبعض شأنها بينما كانت تغسله، فوقع في حوض الماء، فمات مختنقاً غرقاً قبل أن تتداركه الأيدي التي امتدت لإنقاذه بعد فوات الأوان.

وتصادف بعد غرق الطفل بأيام قليلة أن أحد ضباط الجيش، واسمه علي بك، ارتكب جريمة عقابها الإعدام، فلما أعدم، وجد الحاقدون مادة جديدة خيّل إليهم أنهاتدعم بهتانهم، فطفقوا يزعمون أن علي بك هو الذي أغرق الطفل الرضيع أحمد، وأن السلطان محمد الفاتح خشي أن يفشي هذا الرجل سره فقتله، ومن هنا جاءت الفرية على النحو الذي أشرت إليه، وينبغي الإشارة إلى أن «إدوارد سي كريسي» يتبنى هذا الزعم في كتابه «تاريخ العثمانيين الأتراك» المطبوع بالإنجليزية في بيروت في عام 1961م، ويدّعي أن السطان الفاتح أقدم على قتل الضابط علي بك متهماً إياه بقتل أخيه الرضيع دون أن يكون للسلطان علم بذلك.

ولو أنهم توقفوا عند هذه الفرية وحدها لهانَ الأمر، ولكنهم ما برحوا أن بدأوا ينسجون من حولها المزيد من الافتراءات، فزعموا أن محمداً الفاتح، لم يكتف بقتل أخيه، بل أصدر قانوناً أعطى للسلطان الحق في قتل من يشاء من إخوته وأبنائه وأبناء عمومته وخؤولته، لقطع الطريق على أي منهم أن ينافسه على السلطة.

ولقد أوضح المؤرخ التركي المعاصر إسماعيل حامي دنشمند في كتابه «موسوعة التاريخ العثماني» الدافع الذي جعل السلطان محمد الفاتح يصدر هذا القانون فقال:

«حين وجد السلطان محمد الفاتح أن أكبر خطر يهدد الدولة العثمانية في الفترة التي سبقت توليه مقاليد السلطنة، نجم عن تكرار حوادث الانشقاق التي كانت تقع بين الأمراء العثمانيين، والتي كانت تصل في أكثر الأحيان إلى درجة الاقتتال، وتؤدي إلى انقسام الدولة إلى فريقين أو أكثر، مما كان يؤثر على وحدة الدولة، ويغري خصوم الإسلام بها، فقد رأى السلطان محمد الفاتح أن يضع قانوناً أسماه «قانون حفظ النظام للرعية» أكد بموجبه أن الموت سيكون مصير كل من يعلن العصيان المسلح ضد السلطان، ويتعاون مع أعداء الإسلام ضد المسلمين.»

ويردف إسماعيل حامي دنشمند أن هذا القانون كان سبباً في انحسار، أو على الأقل، في تقليص حوادث العصيان المسلح، التي كادت أن تصبح أمراً شائعاً في الدولة العثمانية قبل صدور هذا القانون.

وإن المرء لتتملكه الدهشة، حين يرى أن كل دول الدنيا، قديمها وحديثها، لا تخلو قوانينها من مثل هذا القانون، ومع ذلك لا تجد أحداً يعترض عليها أو يشوه مقاصدها، كما كان يفعل المغرضون تجاه الدولة العثمانية!

وبعد:

فإني أحسب أن القارئ الفطن، يدرك من خلال ما أوردتُ من حقائق، أن الحاقدين إنما يهدفون من وراء التركيز على تحريف تاريخ الأتراك العثمانيين المسلمين إلى الإساءة إلى الإسلام ذاته، ومن خلال الإساءة إلى الأتراك العثمانيين المسلمين، حين يظهرونهم بمظهر القوم المتوحشين الذين انعدمت الرحمة من قلوبهم، ومن خلال الإيحاء بأن مسألة قتل السلاطين لإخوانهم كانت أمراً عادياً مألوفاً عندهم.

أقول هذا، ولا أنفي أن يكون في تاريخ بني عثمان، وخاصة في عصورهم المتأخرة، بعض الأمور التي لا تنسجم مع الإسلام، وتتعارض مع أحكامه، وليس الذنب في ذلك ذنب الإسلام، وإنما ذنب المسيء نفسه.


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 53، جمادى الأولى، 1405 هـ

الجمعة، 28 مايو 2010

عن سماحة الأتراك أتحدث ........هذه المقالة ضمن سلسلة مقالات كتبها الدكتور عبد العظيم الديب عليه رحمة الله بشكل خاص لإسلام أون لاين لم يسبق لها النشر

نتابع الحديث عن سماحة الأتراك، وجهودهم في نشر الدعوة، وعمدتنا في ذلك المصادر الأجنبية، التي لخصها لنا، واعتمد عليها (توماس أرنولد)، وعنه نأخذ، ونلاحظ أن هؤلاء مع اعترافهم بسماحة الأتراك، وأنهم لم يدفعوا أحدا للدخول للإسلام قسراً، مع اعترافهم بهذا إلا أنهم يسمّون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة (خداعاً)، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئاً.
يعبر الباحث الأوروبي عن اهتمام الأتراك بالدعوة، فيقول:
" وقد رأى الأتراك أن أعظم خبرٍ يستطيعون تقدمه لأي فردٍ هو أن يهدوه إلى دين الإسلام، وفي سبيل هذه الغاية لم يدعوا وسيلة للإغراء (!!) إلا فعلوها: يحدثنا رحالة هولندي، عاش في القرن السادس عشر أنه بينما كان يُظهر إعجابه بمسجد أيا صوفيا الكبير حاول بعض الأتراك أن يؤثروا في عواطفه الدينية من طريق إحساسه بالجمال، فقالوا له:" إنك لو أصبحت مسلماً، لاستطعتَ أن تأتي هنا كل يوم من أيام حياتك" وبعد ذلك بقرن تقريباً حدث لرحالة إنجليزي ما يشبه تلك الحادثة، إذ قال:" وقد يسألون مسيحياً بدافع من فيض حماسهم، في أدب جم (انظر في أدب جم) كما سألوني أنا نفسي عند مدخل مسجد أيا صوفيا: لماذا لا تصبح مسلماً، فتكون كأحدنا؟" ويتحدث عن تلك الاحتفالات التي يقيمها الأتراك ابتهاجاً بالمسلمين الجدد مبينا دلالتها، وواصفاً إياها، فيقول:" ومما يدل على الحب الروحي المتوقد الذي جعل هؤلاء القوم في مثل هذه المنزلة من الغيرة على نشر الدين، تلك الأفراح الشعبية التي كانوا يُحيّون فيها من دخلوا طوعاً من المسلمين الجدد في الإسلام. فكان المسلم الجديد يمتطي حصاناً، ويطاف به في طرقات المدينة، وهم في نشوة النصر."
ويتحدث عن مكافأتهم للمسلمين الجدد (تأليف قلوبهم)، فيقول:" فإذا توسّموا في هذا المسلم إخلاص النية، أو كان ذا مكانة استقبلوه بتكريم عظيم، وأمدّوه بما يعينه".
ثم يؤكد أن هذا الشغف بالدعوة، والحرص على هداية الناس للإسلام، كان سمة يُعرف بها الأتراك، فيقول:" إن في نفوس الأتراك غيرة لا يكاد يصدقها العقل حين يبتهلون إلى الله أن يحوّل الناس إلى الإسلام، أو بعبارة أصح أن يحوّل المسيحيين إلى ديانة الأتراك المارقة (تأمّل) إنهم كل يومٍ يبتهلون إلى الله في مساجدهم مخلصين أن يؤمن المسيحيون بالقرآن، وأن يهتدوا على أيديهم، ولم يدعوا للتأثير وسيلة من وسائل الترهيب (كذا) والترغيب إلا فعلوها" أ.هـ.
وهذا الكلام ينطق بما في قلبه صاحبه من حقد وتعصب، فالديانة الإسلامية مارقة، وبعد أن شهد للأتراك بأنهم لم يرغموا أحداً على الإسلام كان لا بد أن يدسّ كلمة (الترهيب) ناسياً أنه يناقض نفسه.
ثم يفسّر سرّ نجاح الأتراك في الدعوة إلى الإسلام، مبيناً حالة الانحطاط والفساد التي كانت تسود الكنيسة الإغريقية، والحياة الإجتماعية، ويجعل ذلك من العوامل التي أدت أو ساعدت على نجاح الأتراك في نشر الإسلام، فيقول:
"إن حالات المجتمع المسيحي نفسه قد جعلت هذه الجهود التركية التي تنطوي على الغيرة والحماسة الدينية أشد أثراً، وأعظم قيمة".
وبعد تدهور الكنيسة الإغريقية أهم هذه الأسباب، إلى جانب طغيان الدولة البيزنطية في الشئون الزمنية (أي الدنيوية)، أضف إلى ذلك الاستبداد في الأمور الدينية، مما جعل الحياة العقلية ترزح تحت عبء قرار حاسم حرّم كل مناقشة في شئون الأخلاق والدين" أ.هـ.
وبعد أن أفاض في تصوير هذا الفساد، قال:
" كل ذلك جعل الناس يتقبلون الإسلام بصدرٍ رحب نظراً لتعاليمه الواضحة، المنهومة التي تقوم على الوحدانية، وقد انتهت إلينا أخبار عن طوائف كبيرة من الناس أسلموا، ولم يكونوا من البسطاء والعامة فحسب، كانوا من العلماء على اختلاف طبقاتهم ومناصبهم وحالاتهم.
كما انتهت إلينا أخبار عن الطريقة التي أجرى بها الأتراك أرزاقاً أسخى على هؤلاء الرهبان والقساوسة الذين اعتنقوا الإسلام، حتى يكونوا قدوة قد تدفع غيرهم إلى اعتناق الإسلام.
وبينما كانت أدرانة لا تزال عاصمة الأتراك (أي قبل فتح القسطنطينية عام 1453م) كان البلاط قد اكتظ بالذين أسلموا. ويقال إنهم كانوا يؤلفون السواد الأعظم من أصحاب الجاه والسلطان هناك، وكثيراً ما انحاز الأمراء البيزنطيون وغيرهم إلى صفوف المسلمين، ووجدوا منهم ترحيباً كبيراً: ومن اسبق هذه الحالات ما يرجع تاريخه إلى سنة 1140م عندما أسلم ابن أخي الإمبراطور جون كومنين John Comnenes وتزوج إحدى بنات مسعود سلطان قونية" أ.هـ.
وأعتقد أن هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق. ولكن...؟؟

يواصل (توماس أرنولد) حديثه عن سماحة الأتراك مع المسيحيين، وعن شغفهم بالدعوة إلى الإسلام، وكيف تسابق المسيحيون إلى الدخول في الإسلام، فيقول:
" ولقد باشر العثمانيون السلطة على الرعايا المسيحيين منذ الأيام الأولى التي قاموا فيها بتوسيع مملكتهم في آسيا الصغرى. ولم تكد حاضرة الإمبراطورية الشرقية القديمة تسقط في أيدي العثمانيين سنة 1453م، حتى توطدت العلاقات بين الحكومة الإسلامية والكنيسة المسيحية بصفة قاطعة وعلى أساس ثابت.
ومن أولى الخطوات التي اتخذها محمد الثاني، بعد سقوط القسطنطينية وإعادة إقرار النظام فيها، أن يضمن ولاء المسيحيين بأن أعلن نفسه حامي الكنيسة الإغريقية. فحرم اضطهاد المسيحيين تحريماً قاطعاً، ومنح البطريق الجديد مرسوماً يضمن له ولأتباعه ولمرءوسيه من الأساقفة حق التمتع بالامتيازات القديمة والموارد والهبات التي كانوا يتمتعون بها في العهد السابق. وقد تسلم جناديوس، أول بطريق بعد الفتح التركي، من يد السلطان نفسه، عصا الأسقفية التي كانت رمز هذا المنصب، ومعها كيس يحتوي على ألف دوكة ذهبية، وحصان محلي بطاقم فاخر، وكان يتميز بركوبه في خلال المدينة تجف به حاشيته" أ.هـ.
ولم يقتصر الأمر على التوقير والاحترام، ومظاهر التقدير والتكريم للبطريرك، بل صار للبطريرك سلطة واسعة على رعايا الكنيسة، واستقلال كامل بشئون الطائفة من الناحية الدينية. يقول توماس:
" ولم يقتصر المسلمون في معاملة رئيس الكنيسة على ما تعود أن يلقاه من الأباطرة المسيحيين من توقير وتعظيم، بل كان متمتعاً أيضاً بسلطة أهلية واسعة، فكان من عمل البطركية أن تفرض الغرامات، وتسجن المجرمين في سجن معد لها، بل كان لها أن تحكم بالإعدام في بعض الأحيان. بينما صدرت التعليمات إلى الوزراء وموظفي الحكومة بتنفيذ هذه الأحكام: وكانت المراقبة التامة على الشئون الروحية والكنسية (وهي التي لم تتدخل فيها الحكومة التركية مطلقاً بعكس السلطة المدنية التي كانت مخولة للدولة البيزنطية) متروكة كلها في أيدي البطريك وأعضاء المجمع الأعظم، وكان في استطاعة البطريك أن يدعوهم متى شاء. كذلك كان في استطاعته أن يفصل في كل شئون العقيدة والشريعة من غير أن يخشى تدخلاً من جانب الحكومة" أ.هـ.
ولم يقتصر الأمر في نفوذ البطريرك على الكنيسة ورعاياها، بل كان له أيضاً كلمة مسموعة لدى السلطات التركية يجاب طلبه، وتُقبل شفاعته، يقول أرنولد:
"ولما كان هذا البطريك معترفاً به موظفاً في الحكومة السلطانية، كان يستطيع أن يقوم بعملٍ كبير في رفع الظلم عن المظلومين بأن يوجه أنظار السلطان إلى أعمال الحكام الظالمين" أ.هـ.
وقد شملت هذه المعاملة رؤساء الكنائس في الولايات، ولم تكن قاصرة على بطريرك الكنيسة الكبرى فقط، قال أرنولد:" كذلك عومل الأساقفة من الإغريق في الولايات معاملة تنطوي على رعاية بالغة، وعهد إليهم كثيراً من القضايا المتعلقة بشئونهم المدنية، إلى حد أنهم ظلوا حتى عصور حديثة يعملون في اسقفياتهم كما لو كانوا عمالاً من الأتراك على الأهالي الأرثوذكس، وبذلك حلوا محل الأرستقراطية المسيحية القديمة التي استأصل الغزاة شأفتها. ونجد أن رؤساء الكنيسة كانوا بوجه عام أكثر نشاطاً باعتبارهم من الأتراك منهم باعتبارهم قساوسة من الإغريق: وطالما علموا شعبهم أن السلطان قد اكتسب قبولاً إلهياً بوصفه حامي الكنيسة الأرثوذكسية.
ومن ثم أذيع منشور يكفل للأرثوذكس حق استخدام الكنائس التي لم تصادرها الحكومة لتحويلها إلى مساجد، ويمنح لهم حق الاحتفال بطقوسهم الدينية تبعاً لعاداتهم القومية."
(ولم يبين صاحبنا أن هذه الكنائس التي حولت إلى مساجد كان كل رعاياها قد تحوّلوا إلى الإسلام. ولكنه ـ كما قلنا لم يسلم من تحامله على الأتراك أبداً)
وقد كان من أثر ذلك التسامح ما عبّر عنه بقوله:
"وكان من أثر ذلك أن الإغريق، ولو أنهم كانوا يفوقون الأتراك عدداً في كل الولايات الأوروبية التابعة للدولة، قد جعلهم التسامح الديني الذي تمتعوا به، وما نالوه من حماية لحياتهم وأموالهم، يسرعون إلى الموافقة على تغيير سادتهم، وإيثار سيادة السلطان العثماني على سيادة أية سلطة مسيحية".
وقد سبقت الاتراك سُمعتهم، وحسن سيرتهم، مما كان يسهّل عليهم الفتوحات، "فقد كان الغزاة العثمانيون في بقاعٍ كثيرة يلقون ترحيباً من جانب أهل البلاد، ويعدُّنهم مخلّصين لهم من الحكم الظالم المستبد... فقد صبرّوا الشعب في حالة من العبودية يرثى لها" أ.هـ بنصه.
فهذه شهادات قاطعة ينقلها لنا (توماس أرنولد) عن المؤرخين الأوروبيين، والرحالة المعاصرين الذين يشهدون للأتراك شهادةً عن عيان "والفضل ما شهدت به الأعداء" "وشهد شاهد من أهلها."
فمن الذي رسم هذه الصورة البشعة للأتراك، ووضعها في بؤرة الشعور لكل المثقفين والدارسين؟؟ نعوذ بالله من الخذلان. ولا حول ولا قوة إلا بالله.