الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

كنت أحاكمهم.. و أصبحت منهم أحمد بك كامل رئيس المحكمة التى كانت تحاكم الاٍخوان !!

من طرائف التاريخ ، أن رئيس المحكمة المستشار أحمد كامل بك وكيل محكمة استئناف القاهرة الذى كان يحاكم الأخوان فى قضية المعروفة باسم قضية السيارة الجيب

[ وملخصها أن البوليس قبض على مجموعة من الأخوان معهم أسلحة وذخائر معدة للمجاهدين فى فلسطين واستغرقت جلساتها تسعاً وثمانين جلسة (من عام 1948 – 1951)]

المهم أن المستشار أحمد كامل ذكر في حيثيات الحكم الذي نطقت به المحكمة التي كان يرأسها ما يلي :

وحيث أنه سبق للمحكمة أن استظهرت كيفية نشأة جماعة الإخوان المسلمين، ومسارعة فريق كبير من الشباب إلى الالتحاق بها ، والسير على المبادئ التي رسمها منشؤها والتي ترمي إلى تطهير النفوس مما علق أو عساه أن يعلق بها من شوائب ، وإنشاء جيل جديد من أفراد مثقفين ثقافة رياضية عالية ، مشربة قلوبهم بحب وطنهم ، والتضحية في سبيله بالنفس والمال ، وقد كان لا بد لمؤسسي هذه الجماعة لكي يصلوا إلى أغراضهم أن يعرضوا أمام الشباب مثلاً أعلى يحتذونه وقد وجدوا هذا المثل في الدين الإسلامي وقواعده التي رسمها القرآن الكريم والتي تصلح لكل زمان ومكان فأثاروا بهذا المثل العواطف التي كانت قد خبت في النفوس وقضوا على الضعف والاستكانة والتردد وهي الأمور التي تلازم – عادة – أفراد شعب محتل مغلوب على أمره ، وقام هذا النفر من الشباب ، يدعو إلى التمسك بقواعد الدين ، والسير على تعاليمه ، وإحياء أصوله سواء أكان ذلك متصلاً بالعبادات والروحانيات ، أم بأحكام الدنيا.

(ولما وجدوا أن العقبة الوحيدة في سبيل إحياء الوعي القومي في هذه الأمة، هو جيش الاحتلال – الإنجليزي – الذي ظل في هذا البلد قرابة سبعين عاماً ، تخللتها طائفة من الوعود بالجلاء .. كما كان بين المحتل وبين فريق من الوطنيين الذين ولوا أمر هذا البلد مباحثات ومفاوضات على أقرائها الأمور، ليخلص الوادي (مصر) لأهله، ولم تنته المفاوضات والمجادلات الكلامية إلى نتيجة طيبة ، ثم جاءت مشكلة فلسطين وما صاحبها من ظروف وملابسات) إلى آخر هذه الحيثيات التي قدمها رئيس المحكمة قبل النطق بالحكم على الشاب مصطفى مشهور مع 27 عضواً من إخوانه البررة في حين حكمت عليه المحكمة الثورية بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة ، خلال ثلاثة دقائق فقط ، يا للعجب والتفاهة !!
ومن الطريف أن نذكر أن رئيس المحكمة الأستاذ المستشار كان مقدراً لهؤلاء الشباب الذين يحاكمهم ، وأعجب بجرأتهم وإخلاصهم ، وتفانيهم في سبيل دعوتهم ، الأمر الذي جعله يستقيل من القضاء وينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ويؤلف كتاباً وينشر ويقول : (كنت أحاكمهم.. و أصبحت منهم) دعا فيه الشيوخ والشباب إلى الالتحاق بتنظيم الإخوان الذي أفرز هؤلاء الرجال الذين أقنعوا قاضيهم بحقهم ، وبأصالة ما يدعون إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق