الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

قصة الأيدى المتوضئة

".. ولما قُضيت الصلاة ماج الناس، إذ انبعث فيهم جماعة من الشباب يصيحون بهم ويستوقفونهم ليخطبوا فيهم، ثم قام أحدهم فخطب، فذكر فلسطين وما نزل بها، وتغيُّر أحوال أهلها ونكبتهم وجهادهم واختلال أمرهم، ثم استنجدوا واستعان، ودعا الموسِر والمخف إلى البذل والتبرع وإقراض الله تعالى، وتقدم أصحابه بصناديق مختومة فطافوا بها على الناس يجمعون فيها القليل والأقل من دراهم هي في هذه الحال دراهم أصحابها وضمائرها..

وأخرج القروي كيسه فعزل منه دراهم وقال: هذه لطعام أتبلّغ به ولأوبتي إلى البلد، ثم أفرغ الباقي في صناديق الجماعة، واقتديت أنا به فلم أخرج من المسجد حتى وضعت في صناديقهم كل ما معي، ولقد حسبت أنه لو بقي لي درهم واحد لمضى يسبني ما دام معي إلى أن يخرج عني، قال أحد الشيوخ في المسجد للشاب: ممن أنت يا بني؟ قال: أنا من جماعة الإخوان المسلمين".


هذه السطور البليغة من مقالٍ لأديب العربية الكبير "مصطفى صادق الرافعي"، كتبه بعد أن شاهد نفرًا من شباب الإخوان المسلمين في المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، يعرفون الناس ب قضية فلسطين، ويجمعون التبرعات لها،

ولم يكن الشاب الخطيب الذي استنجد واستعان ونبّه الغافلين، وأثار الشجن في نفوس المصلين، وحمل الناس على التبرع والبذل سوى الأستاذ "عبد الحكيم عابدين" الذي قصده "الرافعي" هو ورفاقه بمقالة رائعة بعنوان (قصة الأيدي المتوضئة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق